تقابلا صدفة عند باب المكتبة العامة
أو ربما بموعد دبرته المقادير
تأملا طويلا بعيني بعضهما
شعرا بأن عينيهما قد أخترقتا حاجز الروحين
وتآلفت الروحين بإمتزاج آني
تبادلا إيماءة خفيفة في الرأس تعبر عن التحية والذهول هنا سيد الموقف
أفسح لها المجال لتدخل قبله فقد كان يتمتع بحسن اللياقة
دلفت الى داخل المكتبة بخطواتها الرشيقة وهو يتبعها
أقتربت من مسؤول المكتبة وطلبت كتابا معينا
لم يستطع سماع كلماتها لكنه رأى المسوؤل ينهض عن كرسيه
ويتجه صوب أحد الرفوف فيتناول منه كتابا ليعطيه للسيدة ذات الخمار
ألتقطته يداها بخفة وإبتسامة انيقة ترتسم على محياها
حينها تقدم من المسوؤل وطلب كتابا هو الأخر
وكان بعنوان ( تحت ظلال الزيزفون )
ألتقط الكتاب من يد المسوؤل وأتجه نحو طاولة القراءة
وعيناه تبحثان عن ذات الخمار
وجدها عند منتصف الطاولة تقرأ بنهم واضح
حين مر بجانبها أختلس نظرة سريعة لعنوان الكتاب
فوجد أنها تقرأ قصة ( الشاعر )
أتخذ مكانه وأخذ يقرأ في كتابه وفكره شارد نحو ذات الخمار
وتلك الصدف المتتابعة
حيث تقابلهما عند باب المكتبة
واختيارهما لقصتين لنفس الكاتب ( مصطفى لطفي المنفلوطي )
كان يمتلك حدسا لايخطئ
فأشار له حدسه ان تلك السيدة لابد ان تأتي يوما لتستعير هذا الكتاب الذي بين يديه الأن
فلمحت بباله فكرة لاتخلو من مشاكسة
فأخرج من جيبه وردة جورية كانت قد أعجبته بيد بائعة الأزهار فأشتراها منذ دقائق
ووضعها بين دفتي الكتاب وكتب أسفل الصفحة
مهداة الى ذات الخمار وأضاف
ليتكِ كنتِ ( مجدولين ) = بطلة قصدة تحت ظلال الزيزفون
ثم أغلق الكتاب ونهض عن مكانه وسلم الكتاب وخرج
في اليوم الثاني صدق حدسه تماما
فقد عادت السيدة وطلبت نفس الكتاب
وحين فتحته رأت الوردة وقرأت العبارة
فأبتسمت أبتسامة عميقة
وأخرجت قلمها وكتبت تحت العبارة
وليتك كنت ( سيرانو ) = بطل قصة الشاعر
ثم أغلقت الكتاب بدون أن تقرأ منه شئ
فقط أحتفظت بالوردة ولاتعرف السبب بذلك
وخرجت من المكتبة
بقلم
القيصر وليد