قلّة قليلة من الناس لم تعانِ من مشكلة النفس الكريه، ولو لمرّة في
حياتها. لكنّ بعض القواعد الصحيّة البسيطة، يمكن أن تساعدك في التخلّص من
هذه المشكلة المزعجة.
«تنتج رائحة النفس الكريهة عن مركبات كبريتية، تجعل رائحة النفس أشبه
ببيض فاسد»، تشرح طبيبة الأسنان هبى نصر. «لكنّ المسبب الأول لتكوّن هذه
الكبريتات، هو البكتيريا».
تلفت الطبيبة إلى أنّ معظم حالات النفس الكريه لا تنتج عن مشكلة في الجهاز الهضمي أساساً، بل عن خلل في الأسنان واللثة.
«تتجمع البكتيريا في الحفر التي ينخرها التسوس، وحتى على الجانب السفلي
من اللسان. وتسبب هذه البكتيريا تكوّن مركبات كبريتية، تسبب رائحة النفس
الكريهة. ولأنّ البصاق يكون خفيفاً في الليل، يمكن أن نستيقظ في الصباح على
رائحة نفس مزعجة».
أحياناً يكون تنظيف الأسنان الإعتيادي بالفرشاة كافياً لإزالة هذه
الرائحة، أمّا في أحيان أخرى، فتكون دائمة طوال النهار. ويرجع ذلك إلى
الصحة الفمويّة للشخص، وحالة اللثة، ونسبة التسوّس في فمه.
«الحلّ الأنسب هو الزيارة الدوريّة لطبيب الأسنان للتأكد من حالة
الأسنان واللثة بشكل دائم. ويمكننا بواسطة التنظيف العيادي أن نحسّن صحة
الفم بشكل عام، وبالتالي التخلص من كلّ الرواسب والأوساخ».
لكن في الكثير من الأحيان، تظهر رائحة النفس الكريهة من دون علاقة
بالأسنان واللثة. لهذا، يجب أن تكون العادات الصحية مستدامة «وأن نغسل
أسناننا بعد كلّ وجبة»، تلفت الطبيبة نصر. «ويجدر بالتنظيف ألا يشمل
الأسنان فقط، بل اللسان أيضاً، لأنّ الكثير من بقايا الطعام تعلق فيه. في
هذه الحالة تكون المخمضة بسوائل مطهِّرة خاصة للفم لكي يطال التنظيف
الوجنات من الداخل، وسقف الفم أيضاً».
أمّا العلكة، والسبراي، والحبوب المنعشة للفم، فهي ليست إلا حلولاً
موقتة، يزول مفعولها بسرعة. «الأفضل لصحة الفم هو الإبتعاد عن الفم الجاف،
لأنّ الجفاف في اللثة واللسان يزيد من النفس الكريه».
في أحيان أخرى، لكنّها غير شائعة بشكل كبير، ينتج النفس الكريه عن
إشتراكات معويّة، أو التهابات أخرى في الجهاز الهضمي. عندها، يصير حلّ
مشكلة النفس الكريه وقفاً على حلّ المرض الأساسي.