ابتعدي عن المشاكل
الصراع
بين الأزواج أمر واقع ، ولا يستطيع أحد الادعاء بأنه لم يتشاجر أو يدخل في
صراع مع شريك الحياة ، وإن وجدت هذه الحالات فإنها مثالية جداً يصعب
تصديقها ، كما تؤكد دراسة للطبيبة النفسانية البرازيلية آنا أميليا ليموس ،
ولكن ما يمكن تأكيده أنه يمكن تفادي الكثير من الشجارات التي لا مبرر لها ،
حتى أن دراسات عالمية أخرى أكدت أنه يمكن تفادي 90 % من الشجارات بين
الزوج والزوجة .
لا
تعممي فالطبيبة النفسية ترى أن التعميم يعتبر من أهم أسباب الشجارات بين
الرجل والمرأة ، بمعنى أنه عندما تتحدثين عن عيوب الأزواج فإن الشريك الآخر
يعتقد أنه المقصود في الحديث ، فنجده فجأة قد غير ملامح وجهه ، مظهراً
غضبه أو عدم ارتياحه لما قلته .
لذا
تنصحك عندما تتحدثين عن الأخطاء حددي من هو المقصود من الناس ؛ لأن بعض
الحساسيات بينك وبين زوجك قد تجلب تفسيراً خاطئاً لما قيل ، لذلك من الأفضل
أن توضحي بالقول إن المقصود هو فلان من الناس أو زوجان يتعالى صوتهما
باستمرار بسبب الشجار .
إن
ردود الأفعال العفوية قد تتسبب بشجارات تافهة لا ضرورة لها ، وبخاصة من
قبل الرجال ، الذين لا يستطيعون التكيف مع عفوية المرأة ، وأظهرت الدراسة
أن المرأة أكثر عفوية من الرجل بكثير ، ولذلك ينبغي على الرجل أن يعمل منذ
بداية الزواج على التكيف مع هذه الطبيعة للمرأة ، وألا يفسرها بأنها تقصده
هو .
حاولي
أن تكوني دبلوماسية إلى حد ما عندما تظهرين رد فعل تجاه أمر ما ، وبخاصة
إذا كنت تعلمين أن العفوية تزعج زوجك ، فالدراسات تشير إلى أن نسبة 68 % من
الرجال لا يستطيعون ، ولا بشكل من الأشكال ، التكيف مع عفوية المرأة ،
علماً بأن العفوية هي تعبير صادق عن المشاعر .
التفسير
الخاطئ للكلمات وطريقة ومناسبة التفوه بها يعتبر سبباً آخر في غاية
الأهمية لبدء الشجار بينك وبين زوجك ، فالرجال هم الذين يفسرون كلمات
المرأة بشكل خاطئ ، وبخاصة عندما يتعلق الحديث بالرومانسية والجمال
والوسامة ، وعندما تتحدثين عن وسامة ممثل سينمائي على سبيل المثال ، فإن
زوجك يضع نفسه في خانة المقارنة ، معتقداً أنك تقارنينه هو مع ذلك الممثل
الوسيم ، وربما أو من المؤكد أنك لم تقصدي المقارنة ، لكن الرجال غير
الواثقين في أنفسهم يفسرون كل شيء بشكل خاطئ .
استدرجي زوجك للحديث
عن أمر من أجل تحسين الظروف الزوجية ، وستنتبهين مباشرة إلى أن الرجل لا
ينتظر حتى نهاية الحديث ، فيبدر منه رد فعل خشن تجاه ما تقولينه له ، وأكدت
أميليا أن الرجال لا يتحلون بالصبر للاستماع إلى ما تقوله النساء، وطبعاً
قطع الحديث عند نقطة هامة ربما يتسبب في سوء تفسير الرجل لحديث الزوجة ؛
لأنه لم ينتظر حتى تنهي الزوجة حديثها .
وعندما
تعاني المرأة من مشكلة ما فإنها بحاجة إلى من يستمع إليها ، وليس لمن
يعطيها الحلول ، لكن الرجال يعتبرون أن المرأة لجأت إليهم لحل مشكلتها
الخاصة ، فيبدأون على الفور بإلقاء محاضرة عليها لتعليمها كيفية حل المشكلة
.
ويجد
الرجال صعوبة في فهم أن المرأة قوية أيضاً ، وبإمكانها مواجهة مشاكل ربما
يعجزون هم عن مواجهتها «المرأة تشعر بالارتياح عندما يستمع الرجل إلى
مشكلتها دون إعطاء للحلول» .
اعلمي
أن طبيعة الرجال تختلف تماماً عن طبيعة النساء من حيثُ مواجهة المشاكل ،
فالرجل يريد على الفور حل المشكلة من دون الحديث عنها أو عن تفاصيلها ، لكن
المرأة تحب في البداية الحديث عن مشكلة تواجهها ، وترغب في أن يستمع إليها
الرجل ، ومن ثم تحاول إيجاد الحلول بنفسها ، وهنا يكمن الاختلاف الذي
يمكنك تفاديه .
أوضحت
الدراسة أن غالبية الرجال لا يرغبون في الاستماع لرأي الزوجة لتغيير ردود
أفعالهم أو تغيير تصرف ما فيهم يزعجها ، بل إن بعضهم لا يريدون حتى معرفة
شكاوى نسائهم منهم ، وذلك ينطبق حتى على العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة
، فربما يكون هناك جانب في هذه العلاقة يزعج المرأة ، ولكنها لا تستطيع
البوح بذلك ، وإن فعلت فإن الرجل يصل إلى قمة غضبه ، ويفسر الأمر بأن زوجته
لا تحب طريقة العلاقة الحميمة بينهما .
عند
هذا العيب ، احجمي عن غضبك ، واعلمي أن هناك رجالاً كثيرين لا يأبهون
بحساسية المرأة عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الحميمة ، فالواحد منهم يعتقد
أنه من العيب أن تعبر المرأة عن رغباتها أو حتى عن رومانسيتها ، وهي طبيعة
في أغلب الرجال .
يمكن
تجنب جميع مسببات الشجار السابقة أو على الأقل 90 % منها إذا فكر الزوجان
بعمق ، ووثقا بالحب الذي يربطهما ، وعلى الرجال بشكل خاص أن يفهموا أن
المرأة التي تحب زوجها لا يمكن أن تقصد مقارنته برجال آخرين ، لأن كل فرد
هو كائن مختلف عن الآخر ، وليس هناك مجال للمقارنات في ذهن المرأة العاقلة .