السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال يمكن يكون غريب لأني بصراحة أول مرة أسمع فيه ، فأرجو من فضيلتكم إفادتنا
هل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سماع ومجالسة القصاصين ؟
ومن هم ؟
وما هي صفاتهم ؟
وهل هم موجودين في عصرنا هذا ؟ وهل ورد في ذلك حديث صحيح ؟
أرجو أن تفيدوننا في ذلك .. جزاكم الله خيراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : القُصَّاص ثلاثة : أمير ، أو مَأمُور ، أو مُخْتَال . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
وروى الإمام أحمد من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج قال : دَخَل عَوْف بن مالك هو وَ ذُو الكَلاع مَسجد بيت المقدس ، فقال له عوف : عِنْدَك ابن عَمِّك . فقال ذُو الكَلاع : أمَا إنه مِن خَير أوْ مِن أصْلح الناس ، فقال عوف : أشْهَد لَسَمِعْتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يَقُصّ إلاَّ أمِير أوْ مَأمُور أو مُتَكَلِّف .
وابن عمّ ذي الكَلاع هو كَعْب بن ماتع الحميري ، وهو المشهور بِكَعْب الأحبار .
قال السِّنْدِي :
القَصّ : الْتَّحَدّث بِالقَصص ، ويُسْتَعْمَل في الوَعْظ .
وكَتَب عمر بن عبد العزيز : أما بعد فإن أناسًا من الناس قد الْتَمَسُوا الدنيا بِعَمَلِ الآخرة ، وإن الناس مِن القُصَّاص قد أحْدَثُوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عَدل صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاءك كتابي هذا فَمُرْهم أن تكون صلاتهم على النبيين ، ودعاؤهم للمسلمين عامة ، ويَدَعُوا مَا سِوَى ذلك .
والذي يُذَمّ في القَصَص والقُصَّاص الاشْتِغال بالقَصص عن العِلْم الصحيح والأصيل مِن عِلْم الكِتاب والسنة ، واعْتَماد القصص والأمثال في الوعْظ والتَّذْكِير ، واسْتِبْدَال أدلَّة ونُصوص الوحيين بذلك .
ويُذَمّ في القُصَّاص كَونهم كَحَاطِب ليل ، يُورِدُون ما يَصِحّ وما لا يَصِحّ .
ويَبْحَثُون عن الغرائب مما يَلفِت الأنظار إليهم ، ويُرغِّب الناس في سماعهم ! سواء صَحَّتْ أو لَم تَصِحّ ، ولذلك كان القُصَّاص سَبَـبًا في انتشار الأحاديث المكذوبة والموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومِثلهم في زَماننا هذا مَن يَشْتَغِل بِالدَّعوة ، ويَتَصَدَّر الْمَجالس وهو لا يُحسِن ولا يَعرِف شيئا !
فنجده يَتكلّم في كل مسألة ، وهو – ربما - لا يُحسِن الوضوء !
يَظنُ بعض الناس أنه إما أن يتَكلّم في كل أمر ، أو لا يَتكلّم ..
وقد يدْفَع الناسُ من لا يُحسن شيئا إلى أن يَتَصَدَّر الْمَجَالس ، ولو كان حديث عهد بِتوبة .
بعض الجماعات ربما أخْرَجَت التائب مِن حانة خَمْر إلى مِـنْـبَر ! لِيَتَكلَّم ويُبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم !
نعم ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : بَلِّغُوا عنّي ولو آية . رواه البخاري .
فيُبلِّغ الإنسان مَا يُحْسِنه ومَا يَعْرِفه ، ولو كانت آيَة واحِدَة ، أو حَديثًا واحِدًا ، ويَقْتَصِر على ما يُحسِن . ويَدَع ما سِوى ذلك .
لأنَّ بعض الناس يُفْسِد ويُسِيء مِن حيث أرَاد الإصْلاح !
والله تعالى أعلم .
المصدر و الإجابة للشيخ عبدالرحمن السحيم