عندما ينعدم الحوار و التفاهم بين الزوجين , و هروبا من تتبعات لقب المطلق (ة ) يلجأ الزوجين للطلاق الصامت
هذه الظاهرة الخطيرة التى تخيم على المجتمعات العربية كافة ,
الطلاق الصامت او كما يطلق عليه الطلاق العاطفى ,
لها من التبعيات و من الاثار السلبية تفوق الطلاق التام .
و فى البداية لا بد ان نشير ان الطلاق الصامت هو مختلف كليا عن الخرس
العاطفى . فالاخير اساسه [url=http://www.**********/forum/t78814.html]الحب [/url]و الود و لكنه فى حالة تجمد وقتى ما تلبث
ان تزول بزوال السبب .
و الغريب ان العديد يعيشون الطلاق الصامت و لكن غير منتبهين للامر
و تعودوا عليه و اصبح من المسلمات .
فالطلاق الصامت هو عبارة عن عيش بين الازواج تحت سقف واحد مثل الغرباء
كل فى غرفة خاصة به او فى غرفة واحده و لكن كل فى سرير خاص به
حيث يحافظ الزوجان على العلاقة الزوجية كشكل فقط امام الناس و هذا هو
المعلن , اما الحقيقة , فتنعدم العلاقة الوجدانية و العاطفية .
و يعتبر الطلاق الصامت من أصعب أنواع الطلاق كونه لا يمنح المراة و الرجل
فرصة البدء بحياة جديدة , او اكمال حياتهم الزوجية , الى جانب انه يصعد
المشاكل فى الاسرة و لا يحلها .
و يجد عدد غير قليل من الازواج حرجا فى الاعتراف بهذه المشكلة , و اللجوء للمختصين لطلب النصح و المشورة ,
أو حتى المكاشفة و المصارحة فيما بينهم .
و تشكل هذا النوع من الطلاق يبدا بعد تراكم مشاكل تفاقمت و لم يتم حلها ,
حيث اهملها الزوجان و نتج عنها مع الايام حالة من الكبت بسبب عدم المصارحة
و هذا اهم عامل يؤدى للمشكلة .
الى جانب عدم تقدير احد الزوجين للطرف الاخر , او عدم قيام الزواج على
قناعة كاملة . اذ يعتبر الزواج التقليدى المتهم الرئيسى لهذه الحالة ,
فى حالة غياب المشاعر و وجود الفروق الاجتماعية و الاقتصادية و عدم
تقديم أى منهما التنازلات .
كما أن حالة الملل و الروتين التى تسيطر على محيط الاسرة و الرغبة فى التغيير
و ايجاد البديل و الخيانة الزوجية أسباب غدت هذه الظاهرة و عمقتها .
كما ان عدم التربية السليمة ليس خارج قفص الاتهام , فهو قد ادى الى عدم تقدير
الزوجين للحياة الاسرية .
و الاهم من ذلك الحفاظ على البريستيج و الظهور بمظهر لائق امام المجتمع ,
الى جانب الخوف على الاولاد فى حالة الطلاق التام , و حاجة المراة
لوجود من ينفق على الاسرة فى كثير من الاحيان , و الخشية من لقب المطلق (ة)
فى المجتمع , كلها اسباب الى عدم اللجوء الى الطلاق التام .
و لكن
تناسوا الزوجين شعور الاولاد و رؤيتهم لابائهم فى هذا الوضع
و ما يمكن ان يترتب عن ذلك.
ازواج و زوجات اختاروا الصمت و الهروب من مواجهة الوضع و محاولة علاجه , بينما ابناءهم متشتتون , ضائعون , يحصدون سلبيات تفكك و انحلال علاقة الوالدين . فما اصعب ان يدفع هؤلاء الابرياء ثمن هذه القسوة و الانانية .و ينتج عنه حالة الاكتئاب و الاضطرابات النفسية و الصحية فى حين العلاج اسهل ما يكون . و وضع الاصبع على الجرح هو السبيل الوحيد
[size=21]لقيادة سفينة الاسرة الى شاطىء الامان .
لذلك من المهم جدااااااااااااااااااااا ان يبدا الطرفان منذ الان بجلسة مصارحة و
مكاشفة و وضع النقاط على الحروف و فتح باب النقاش و الحوار .
و عليهم ان يمارسوا دور الاحباء من خلال الافعال و السلوك . مثلا بتقديم الهدايا
و تذكر المناسبات المشتركة و الخروج فى نزهات مشتركة و عدم التردد
فى التعبير عن مشاعر <A href="http://www.**********/forum/t78814.html" target=_blank>الحب [/size]
و خاصة الابتعاد قليلا عن مشاهدة الفضائيات و الانترنيت و تخصيص هذا الوقت للطرف الاخر , حتى يحيوا شىء فشىء الكلام بينهم و نقاط الاهتمام المشتركة .و الافضل ان يبادر احد الزوجين و يحاول ان يكسب الطرف الاخر من خلال المبادرات اللطيفة او خلق هدف مشترك جديد من دون التكلم فى الماضى و بهذا يعيدان الاعتبار انسانيا لبعضهما البعض .و الاهم من ذلك لابد من وجود النية الصافية و الاكيدة , و الجهد اللازم لانقاد زواجهما من الفتور و الجفاء .
اما فى حال تفاقمت الامور و وصلت الى طريق مسدود فالافضل لكليهما و للابناء
ان ياخذا قرار الطلاق النهائى قانونيا حتى لا يضيع المزيد من الوقت فى حل
مشكلة لا حل لها .
و قبل الوصول لهذا الحل لا ننسى
قوله تعالى "
( وإن امرأة ، خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ، و الصلح خير ، و أحضرت الأنفس الشح . وان تحسنوا و تتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا )
النساء 128
و
وصية النبى صلى الله و عليه و سلم حيث قال
( استوصو ا بالنساء خيرا ، فان المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيئ في الضلع أعلاه ،فان ذهبت تقيمه كسرته ، و إن تركته لم يزل أعوج ، فا ستوصوا بالنساء خيرا )
رواه البخاري و مسلم و البيهقي وغيرهم .