اللغة العربية لغة ثرية واسعة ومشتقاتها كثيرة ومتشابهة ، من ذلك ( السر ) يشتق منه ( السرور) ، ومن السرور يشتق ( السرير ) وهكذا نجد أن أصل الكلمة ثلاثة حروف هي ( س ر ر ).
[b]وقد ورد السرّ فى القرآن على أَوجه:
الأَوّل: بمعنى النكاح: {لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} ، أَى نكاحاً.
الثَّاني: بمعنى ضِدّ العلانيّة: {يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى} ومعناه أَنَّ السّر ما تُكلّم به فى خفاء، وأَخفى منه ما أُضمر: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} . وله نظائر.
والسّرور مأخوذ من السِّرِّ؛ لأَنَّ المراد: ما ينكتم من الفرح.
والسرير: الَّذى يُجلس عليه، مأَخوذ من السّرور؛ إِذ كان ذلك لأُولى النَعْمة، وجمعه: أَسِرَّة وسُرُر. إِلاَّ أَنَّ بعضهم يستثقل اجتماع الضَّمّتين مع التضعيف، فيردّ الأُولى منهما إِلى الفتح لخفَّته فيقول: سُرَر، وكذلك ما أَشبهه من الجمع؛ مثل ذليل وذُلَل.
وفى الحديث: "إِن سُرُر أَهل الجنة مرفوعة فى الهواءِ إِلى مسيرة خمسمائة عام، فإِذا أَراد المؤمن الجلوس على السّرير أَشار إِليه بيديه، فينزل من الهواءِ ليجلس إِليه ثم يرجع إِلى مكانه" .
فهذا معنى قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ}.
قال:
أَتذكر إِذ لباسُك جلدُ شاةٍ وإِذا نعلاكَ من جلد البعيرِ فسبحان الذى أَعطاك مُلكاً وعَلَّمك الجلوسَ على السّرير