اسيقظت صباحاً ..استيقظت مرعوباً على غير عادتي...
نظرت الى الساعة ,وجدت عقاربها انتحرت عند الرقم 12..
تعجبت..توجهت الى الحمام لأغسل النعاس عن وجهي...وامسح الخوف من قلبي..
نظرت الى المرآة فوجدت صورتي ضبابية..
ايقنت النعاس حجب عني الرؤية..
استجمعت كفي يداي لتعانق اطرافهما بعضهما البعض..وسقيتهما الماء الكثير..
وبقوة دفعتهما الى الأعلى....لأعانق بهما وجهي..
لامست المياه الباردة اطرافي المتعطشة للراحة والسكينة
كما للتنبه..
الحمدلله الأن انا اكثر تيقظاً من ذي قبل..
ماهذا؟!
ما زالت المرآة كما هي..ضبابية..حسناً سأمسحها بيدي..
وبسرعة لامست اناملي صفحة المرآة الضبابية..
وقبل ان انتهي من المسح تراجعت مرتعداً للخلف...
رباه!!
ما هذا؟ اين وجهي؟!
لا ابصر شيئاً ..وانتابتني ثورة من الغضب المذعور..
سقطت ارضاً وظننت انني في حلم...لنكن صادقين هو كابوس
واتمنى لو استيقظ اللحظة منه..:(
يرن الهاتف..انظر اليه الإسم مألوف...
انه اسمي..
كيف هذا؟
انا اتصل بنفسي؟
رميت الهاتف بعيداً عني واستمر في الرنين..
يااااااه كم اتمنى لو يتوقف ولكنه لا يتوقف...
لملمت ما تبقى من نفسي من شجاعة..وقررت ان ارد على نفسي..
ان ارى كيف اتصل بنفسي...
آلو نعم؟!!
- حبيبي ..هذه انا..كيف حالك الليلة؟
انتابني شعور الخوف في هذه الأمسية..فقررت
ان اتصل بك لأطمئن عليك ويهنأ بالي بكلماتك الآسرة..
اكتشفت الليلة انني بلا وجه..بكيت لساعات قبل ان ادرك السبب..
فأنت هويتي..انت انا..انت حبيبي..لا تطل الغياب عني يا رفيق الدرب المستقبلي..
أحبك يا عمري...
(خيم الصمت لحظات بيننا..ثم قلت لها)
- بعيداً عنك,انا مسافر بلا عنوان
انا جسد لا ظل له..
- ما شعورك الحظة؟!!ينتابني قلق عليك...
- اميرة الفؤاد وملكته..
انا من دونك رجل لا كيان له...
حلم لا خيال فيه..
ساعة تدور بلا عقاربها..
ان كان المفروض لهذه اللعنة ان تنثر الحزن
فوق شفاهنا وتزرع الأسى في قلوبنا ..
فإني اللحظة ارسم بنبضاتك بسمتي..
واقول لك أحبك
- اخشى يا حبيبي ان تكون لعنة الأقنعة بدأت تسري عليك..
ويحي..ألم احذرك من هذه اللعنة..لعنة الحب الصادق..
- يكفي انك اميرة القلب بلا منازع..
انك عروس الفؤاد التي لا ينافسها فيه احد...
يكفي ان اعلم انك حبيبتي اليوم وابداً..فتعود لي كما لك تكاوين وجهنا الحقيقي..
فبعيداً عنك انا رجل بلا وجه...
انا شخصية بلا هوية..
- وانا ايضاً احبك يا غالي..
(ثم اقفلت الهاتف)