تفحصت ملامحها الكلاسيكية، بدت لي حزينة، كانت ترتدي لباس نوم حريري أزرق، قديم الطراز أيضا، إلهي ........ هل دخلت متحفا أم ماذا؟

تساءلت، من تكون هذه الفتاة؟ و لماذا ليست بين المدعوين ؟

- أنا عمة والد العروس ( نطقت و كأنها قرأت أفكاري )

تفاجأت أنا ... لقد بدت صغيــرة في الــســن، كـيــف تــكــون عمة والد خَــدٌّوجْ و نسرين، و هي لم تتجاوز العقدين بعد.

- لماذا لست في الصالة يا رونق، بعد قليل سيحضر موكب العروس ليطير بخَــدٌّوجْ إلى الفندق، حيث حفل الزفاف ؟

- لا أستطيع أن أبارح مكاني، أنا أنتظره

- عفوا ... تنتظرين من ؟

- مولود

- من مولود ؟

- حبيبي، ألا تعرفينه

- لا

- كل ليلة يمر أمام النافدة، ليتمنى لي ليلة سعيدة.

- جميل جدا أن يعيش المرء من أجل شخص آخر يحبه و يتنفس بنفسه.

- صدقتِ، فأنا لم أستطع العيش من بعده ليلة واحدة ( جاءني صوتها مبحوحا، بعد أن خنقته غصة مرة في حلقها )

لفتت إنتباهي لطخة حمراء على فستانها، لا أذكر أني رأيتها حين دخلت غرفتها ثم فاجأتني قطرات دم تنساب على أرضية الغرفة، تفقدت مصدره فإذا بشرايين معصمها قد مُزقت، شعرت بدوار شديد، و تمتمت : ما هذا؟

كانت تنظر إلي و دموعها تغرق خديها، كانت الدماء تتدفق من معصمها و هي ساكنة الحراك، راعني منظرها فخرجت أصرخ في الرواق كالمجنونة:

- نسرين ... نسرين عمتك تحاول الإنتحار، يجب نقلها إلى المستشفى حالا،

و فجأة سمعت ارتطام باب الغرفة، استدرت لأجده موصدا، فرحت أدق عليه بقوة و أنا أتوسلها أن تفتح الباب.

صعد كل من كان في الصالة إلى الطابق العلوي و وقفوا ينظرون إلى بلا حراك، كنت أصرخ كالمجنونة و أنا أحاول فتح باب الغرفة.

الكل ساكن ينظر إلي، لم يقترب أي واحد منهم لمساعدتي في فتح الباب، كانت الدهشة مرسومة على ملامحهم، تقدمت مني نسرين و كلها ذهولا : أرجوك يا مريم إهدئي.

فصرخت في وجهها: كيف تردينني أن أهدأ ؟ لقد قطعت شرايين معصمها

- من تقصدين يا مريم ؟

- عمة والدك، إنها بالداخل و قد أوصدت الباب.

- !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

- لماذا تنظرين إلي هكذا؟

- هذه الغرفة مهجورة مند زمن بعيد يا مريم، أنا قلت لك آخر غــرفة على يمينك و ليس على شمالك.

- ماذا تقصدين بمهجورة؟ كنت منذ قليل بداخلــهــا و لـقــد رأيــت عمة والدك و كلمتها.

- ربما غفوت قليلا و رأيت حلما مزعجا.