موضوع: درس في المفعول معه الأربعاء 10 فبراير 2010, 10:22
بسم الله الرحمان الرحيم
المفعول معه تعريفه :
اسم فضلة يذكر بعد " واو " بمعنى " مع " للدلالة على ما فعل الفعل بمصاحبته ، وغالبا ما يكون بعد فعل ، أو شبهه .
نحو : سهرت والقمر . وسرت وسور المدرسة .
واستيقظ النائم وآذان الفجر .
فكل من " القمر ، والمدرسة ، وآذان " قد وقع مفعولا معه بعد واو تعرف بواو مع ، أو واو المصاحبة ، ولا يمكن أن تكون تلك الأسماء معطوفة ، لأن الأفعال التي سبقتها لم تقع من متعدد ، بمعنى أن الفعل الذي وقع قبل الواو لا يمكن أن يقع على ما بعد الواو ، فالفعل سهر حدث من المتكلم ، ولكنه لا يمكن أن يحدث من القمر ، لأن القمر لا يسهر ، وقس بقية الأسماء الأخرى .
75 ـ ومنه قوله تعالى : { والذين تبوءوا الدارَ والإيمانَ }1 .
36 ـ ومنه قول الشاعر
إذا أنت لم تترك أخاك وزلة إذا زلها أوشكتما أن تفرقا
ومما سبق نلاحظ أن المفعول معه لا بد أن تتوفر فيه الشروط التالية وهي :
1 ـ أن يكون اسما لا فعلا ولا حرفا .
2 ـ أن يكون فضلة سبق تحديدها .
3 ـ أن يقع هذا الاسم بعد واو بمعنى " مع " .
4 ـ أن يتقدم الواو والاسم الذي يليها فعل ، أو ما يشبه الفعل مما يعمل عمله ، كالصفات المشتقة ( اسم الفاعل ، والمفعول ، والتفضيل … إلخ ) .
5 ـ ألا يصح عطف الاسم المذكور على ما قبله ، فالعطف يؤدي إلى اختلال المعنى ــــــــــ 1 ـ 9 الحشر . وفساده ، كما أوضحنا سابقا ، لأنه لا يصح حدوت الفعل من متعدد ، فالمشاركة معدومة .
العامل في المفعول معه :
الأصل في عامل المفعول معه أن يكون فعلا كما في الأمثلة السابقة .
ونحو : استوى الماء والخشبة ، ومشيت وشاطئ البحر .
76 ـ ومنه قوله تعالى : { فأجمعوا أمركم وشركاءكم }1 .
37 ـ ومنه قول الشاعر : إذا أعجبتك الدهرَ حالُ من امرئ فدعه وواكل أمره واللياليا فائدة :
عدم تقديم المفعول معه على مصاحبه ، وإن كان بعض النحاة قد جوزا ذلك ، فلا يصح القول : جلس وضوءَ القمر محمدٌ ، أو سار والطريقَ أحمدُ . ويعمل فيه ما يشبه الفعل ، وذلك على النحو التالي :
1 ـ اسم الفاعل : نحو : أنا سائر والنيل . هو قادم والليل . 2 ـ اسم المفعول : نحو : وجد مصابا في حادث وطلوع الشمس . 3 ـ مشيك وسور الحديقة مفيد لصحتك . 4 ـ ويعمل فيه فعل مقدر بعد " ما " ، " وكيف " الاستفهاميتين . فيما سمع عن العرب قولهم : ما أنت وعليّا ؟ وكيف أنت وقصعة من ثريد ؟ فالعامل في المثالين السابقين فعل الكون المقدر ، والتقدير : ما تكون وعليا ، وكيف تكون وقصعة من ثريد ؟ ـــــــــــــ 1 ـ 71 يونس .
أحكام إعراب الاسم الواقع بعد الواو : 1 ـ وجوب النصب على المعية ، إذا لم يقع الفعل من متعدد ، ولم تتم المشاركة ، ولزم من العطف فساد المعنى . نحو : جلست والقمر . ونمت والفجر . كما يجب النصب على المعية بسبب صفات لفظية في العطف ، وذلك إذا وقع الاسم بعد ضمير رفع متصل ، أو مستتر ، لأن الاسم الظاهر لا يعطف على الضمير إلا إذا أكدناه بضمير منفصل . فإذا قلت : حضرت ومحمدا ، ووصل وزيدا . أعرب الاسم مفعولا معه ، وكان واجب النصب . أما إذا قلت : حضرت أنا ومحمد ، أو سافر أنت وعليّ . أعرب الاسم معطوفا على ما قبله ويكون مرفوعا . وكذلك يجب النصب بعد الواو إذا سبقها ضمير متصل في محل جر . نحو : حضرت به ومحمدا . لأنه لا يصح عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور إلا إذا كررنا حرف الجر . نحو : حضرت به وبمحمدٍ . 2 ـ وجوب العطف ، وامتناع النصب على المعية ، وذلك إذا وقع الفعل من متعدد وتمت المشاركة ، وتعينت الواو للعطف . نحو : سافر محمد وأحمد ، وجاء عليّ وإبراهيم . في المثالين السابقين وجب عطف الاسم الثاني على الأول ، لأن الفعل يدل على المشاركة ، والوقوع من متعدد ، حيث أن السفر وقع من محمد ، ومن أحمد أيضا . 3 ـ ترجح النصب على المفعول معه على العطف ، مع جواز الأمرين ، نحو : سافرت وعليا . وجئت ومحمدا . فـ " عليا " و " محمدا " كل منهما نصب على أنه مفعول معه ، وهو الأرجح ، لأن العطف على الضمير المتصل ، أو المستتر لا يستحسنه النحاة إلا إذا تم الفصل بينه وبين الواو بضمير بارز منفصل الغرض منه التوكيد . نحو : سافرت أنا وعليّ . 4 ـ يجب النصب على المفعول معه ، كما يجب النصب على المفعول به.
فلبنا : مفعول معه منصوب على المعية ، لأنه لا يصح أن يكون أطعم خبزا ، وأطعم لبنا ، فالخبز يؤكل ، واللبن يشرب ، فالفعل لا يفيد المشاركة .
ولبنا : مفعول به منصوب ، بفعل محذوف ، والتقدير : وسقيته لبنا ، فتعين أن تكون الواو للعطف ، ولكن ليس عطف كلمات ، وإنما عطف جمل ، فعطف جملة وسقيته لبنا على جملة أطعمته خبزا .
38 ـ ومنه قول الراعي النميري :
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
الشاهد : وزججن الحواجب والعيونا . فالعيونا : مفعول معه منصوب ، لأن التزجيج لا يكون إلا للحواجب فقط ، وتأتي " العيونا " مفعولا به لفعل محذوف ، والتقدير :
وكحلن العيونا ، وجملة كحلنا معطوفة على الجملة التي قبلها .
5 ـ رجحان العطف على النصب على المعية ، مع جواز الأمرين .
نحو : تحركت الفرقة والقائد . ووقف الفريقان والحكم .
في المثالين السابقين يرجح العطف ، فالقائد معطوف على الفرقة لدلالة الفعل تحرك على التعدد والمشاركة ، والاسمان صريحان كل منهما قابل للعطف على الآخر ، ومثلهما الفريقان والحكم كل منهما قابل للتعاطف لدلالة الفعل على المشاركة . أما النصب على المعية فعلى معنى تحركت الفرقة بمصاحبة القائد ، ووقف الفريقان بمصاحبة الحكم .
ـــــــــ
1 ـ 71 يونس . نماذج من الإعراب
75 ـ قال تعالى : { والذين تبوءوا الدارَ والإيمانَ من قبلهم يحبون } .
والذين : الواو واو الاستئناف ، ويصح أن تكون للعطف ، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ على الوجه الأول ، وخبره جملة يحبون ، والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، أو في محل جر عطف على الفقراء في أو الآية على الوجه الثاني .
تبوءوا : فعل ماض مبني على الضم ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
الدار : مفعول به منصوب .
والإيمان : في إعرابها وجوه أهمها :
1 ـ أن تكون مفعول به لفعل محذوف ، تقديره وأخلصوا الإيمان ، والواو عاطفة من باب عطف الجمل على الجمل ، وذلك على حد قولهم : " علفتها تبنا وماءً باردا " .
2 ـ وقيل هو على حذف مضاف ، والمعنى دار الهجرة ودار الإيمان ، فأقام " أل " التعريف في مقام المضاف إليه ، وحذف المضاف من دار الأيمان ، ووضع المضاف إليه مقامه ، والعطف عطف مفردات .
3 ـ أو منصوب بتبوءوا بعد تضمينه معنى لزموا ، كأنه قال : لزموا الدار ولزموا الإيمان ، والعطف عطف الجمل .
4 ـ وقيل أن الإيمان معطوف على الدار عطف مفردات دون تأويل الإضافة ، أو الفعل المحذوف كما بينا في الوجهين السابقين ، على أن يكون التجوز واقعا في الإيمان على طريق الاستعارة .
5 ـ وقد تكون الواو للمصاحبة ، والإيمان منصوب على المعية بالفعل تبوءوا ، فيكون هذا الوجه الشاهد الذي سقنا الآية من أجله ، والمعنى تبوءوا الدار مع الإيمان ، لأن الفعل تبوءوا لم يقع من متعدد ، ولم تفد الواو العطف . والله أعلم . من قبلهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، والضمير المتصل بقبل في محل جر مضاف إليه . يحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر الذين كما ذكرنا سابقا . 76 ـ قال تعالى : { فأجمعوا أمركم وشركاءكم }1 . فأجمعوا : الفاء الفصيحة ، وأجمعوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أمركم : مفعول به منصوب ، وأمر مضاف ، والكاف ضمير المخاطب في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع .
وشركاءكم : الواو للمعية ، وشركاء مفعول معه منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
36 ـ قال الشاعر :
إذا أنت لم تترك أخاك وزلة إذا زلها أوشكتما أن تفرقا
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط منصوب بجوابه خافض لفعله .
أنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
لم تترك : لم حرف نفي وجزم وقلب ، وتترك فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
وجملة أنت وما في حيزها في محل جر بإضافة إذا إليها .
إذا زلها : ظرفية شرطية ، وزلها فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها .
أوشكتما : أوشك فعل ماض ناقص من أفعال الشروع مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمه .
أن تفرقا : أن حرف مصدري ونصب ، تفرقا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الستة ، وأصله تتفرقان ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله . والجملة في محل نصب خبر أوشك .
وجملة أوشكتما لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
37 ـ ومنه قول الشاعر : إذا أعجبتك الدهرَ حالُ من امرئ فدعه وواكل أمره واللياليا
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط منصوب بجوابه خافض لفعله .
أعجبتك : أعجب فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها .
الدهر : مفعول به ثان باعتبار الفعل أعجب يتعدى بنفسه لمفعولين ، أو يتعدى للثاني بحرف الجر المحذوف ، ويصح أن يكون منصوبا على نزع الخافض ، والتقدير : أعجبتك من الدهر حال .
حال : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
من امرئ : جار ومجرور متعلقان باعجبتك ، ويجوز أن يكون في محل نصب حال من الفاعل .
فدعه : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ودعه فعل أمر مبني على السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
وواكل : والواو حرف عطف ، وواكل فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، والجملة معطوفة على جملة دعه .
أمره : مفعول به منصوب ، وأمر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
إذا : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه ، متضمن معنى الشرط .
ما الغانيات : ما زائدة لا عمل لها ، والغانيات فاعل لفعل محذوف يفسر ما بعده .
وجملة الفعل المحذوف مع فاعله في محل جر بإضافة إذا إليها .
برزن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة .
يوما : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة .
وزججن : الواو حرف عطف ، وزجج فعل ماض ، والنون للنسوة في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
الحواجب : مفعول به منصوب بالفتحة .
والعيونا : الواو يصح ان تكون للمعية ، والعيونا مفعول معه منصوب ، ويصح أن تكون الواو عاطفة ، والعيونا مفعول به لفعل محذوف تقديره : كحلن ، ويكون العطف لجملة على أخرى .
الشاهد : وزججن الحواجب والعيونا . فالعيونا : مفعول معه منصوب ، لأن التزجيج لا يكون إلا للحواجب فقط ، وتأتي " العيونا " مفعولا به لفعل محذوف ، والتقدير : وكحلن العيونا ، وجملة كحلنا معطوفة على الجملة التي قبلها .
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل
عدد مشاهدات هذا الموضوع هو
مرة
عدد مشاهدات جميع مواضيع الموقع
مرة
عدد مشاهدات جميع صفحات الموقع
مرة
rachid2010 عضو ذهبي
عدد المساهمات : 1573 www.massail.forum.st
موضوع: رد: درس في المفعول معه السبت 13 فبراير 2010, 02:19
بارك الله فيك على المواضيع القيمة
و أحسن الله إليك
واصل و لا تحرمنا من إبداعاتك
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل
عدد مشاهدات هذا الموضوع هو
مرة
عدد مشاهدات جميع مواضيع الموقع
مرة
عدد مشاهدات جميع صفحات الموقع
مرة
le_lion أساسي بخمس نجمات
عدد المساهمات : 826 https://massail.forum.st
موضوع: رد: درس في المفعول معه الإثنين 15 فبراير 2010, 03:36
بارك الله فيك
شكرا على المواضيع الرائعة
و لا تحرمنا من جديدك
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل
عدد مشاهدات هذا الموضوع هو
مرة
عدد مشاهدات جميع مواضيع الموقع
مرة
عدد مشاهدات جميع صفحات الموقع
مرة
حيدر
عدد المساهمات : 2
موضوع: رد: درس في المفعول معه الأحد 13 مارس 2011, 19:25
جزيتم خيرا على هذا المجهود الرائع
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل