الفوانيس المتناثرة على السقف تدفع بأنوارها لتهوي لاثمة الارضية لايثنيها تشابك خيوطها الرفيعة عن مواكبة اهتزاز الأجساد المتنوعة على اختلاف طبيعتها الجغرافية ,جو خانق يسود المكان جراء التحام الأنفاس و الموسيقى الصاخبة تكاد تصم الأذان هذا ان لم تسافر بالموجودين الى عالم يعزل فيه احساس المرء بما يحيق به , أصوات ارتطام الأقداح لا تلبث أن تعود لتحوم في الأرجاء بعد تواريها لثوان
لم أجد نفسي سوى و أنا أنزل الدرج المؤدي الى حلبة الرقص بعدما أمسكت شلة من الأصحاب بيدي وسحبتني معها الى هذه الرقعة , أخبروني أنهم وحدهم من يعرفون الترياق الناجع الذي بامكانه القضاء على حالة الاكتئاب التي عصفت بالابتسامة من ثغري وقد همسوا لي أنه باستطاعتي في جنتهم الحملقة في أجساد الفتيات ما شئت من الزمن و أن أتصفحها على أقل من مهل دونما أن تصفعني احداهن و دون أن ترميني أخريات بقلة الأدب ,في الماضي كنت أتعفف حتى عن ذكر أسماء هذه المحلات ولكن الزمن أثبث أنه كفيل برمس القناعات و نحر المبادئ ,أومأ لنا دليلنا ناحية مكان استراتيجي على حد قوله فهو يشرف على الجزء الأكبر من الصالة , المسير نحوه ليس هينا بالنسبة لي أبدا فما أن أتفادى جسدا مترنحا حتى يقذفني اخر ليعيدني الى الأول فكأنهم يرفضون الدخلاء و لا يريدون لهم الانغماس في لجج الانحلال ,على كل حال مكن لي التعرف على حساسية أنفي من رائحة الخمور ,كذلك لمحت شابا ببدلة سوداء أنيقة ينفث انطلاقا من راحة كفه أوراقا و أخر يحاول مجاراته , بديا لي كفارسين يتصاعد الغبار أمامهما نتيجة لهتسيرية جواديهما و تبين أنهما ثريان أخرقان يتنافاسان في الاغداق على بائعة هوى , ما كنت لأستفيق من سرحة حقا لا أعرف فيما كانت لولا أن بادرني رضا بصراخ اهتز كتفاي على اثره
أعجبك المكان يا مشاغب !!! قلت لك أخوك يعرف ما ينقصك هيا انبسط يا ولد
رد عليه حكيم --لا لا سندعو خولة حتما ستروق له خفة دمها , شكرتهما على جميل صنعهما فأجابا في نفس الوقت ولو الصديق وقت الضيق ,حقيقة استهجنت وجودها هنا فطالما ما رأيتها ياسمينة يغازلها النحل فتلوذ عنه لتستفيض وجنتاها حمرة , على الأرجح ظروف قاسية حملتها على ذلك فقد سمعت مؤخرا أن خطبتها فسخت وقلت في قرارة نفسي
تشجع يا فتى و أخبرها أن قلبك يخفق لها , لن يستعصي عليها الصيخان لارتجاجه , لا أفضل منها لتكون لك زوجة صالحة تبرعم في كنفك
لم أمنح الوقت كفاية لأسترسل في التفكير فقد تنهد البلاط بعدما استكان كعب حذائها
أه من أرى معكم ..أسامة , من المؤكد أن زلزالا عنيفا تسبب في تداعي مكتبتك للانهيار
تعثرت الحروف في الطريق و تبعثرت ليتدخل هشام
--ارتئينا أن نجلبه معنا لتكتحل عيناه بجميلة مثلك بعيدا عن صخب المدرج اللعين --
حقا , اقتربت مني لتهمس لي بكلمات أتاحت لحكمة قديمة فرصة الظهور من جديد
لا تتأمل وجود الذهب في منجم للنحاس