في حياتنا نقوم بنشاطات يومية إجتماعية ، عملية و علمية
نحتك خلالها في العديد من الاشخاص التي تختلف من واحد الى اخر العقلية
و طريقة التفكير بالاضافة الى المستوى الثقافي و التفاوت من حيث
التعلق بالجانب الديني .
هذا الإحتكاك بطبيعة الحال يفرض أن تكون له نتائج سلبية خاصة
في ظل الواقع المرير الذي نعيشه من تجرد لشخصيتنا الاسلامية و الاخلاق
الانسانية ،
فتكون هناك مناوشات أو بالاحرى خصومات بين هذا و ذاك
تختلف الاسباب فيها و لكننا أصبحنا غالبا ننتضر منها نهاية ثابتة ، موحدة
فللأسف غاب عنا التسامح
إنتشرت لدينا الشجارات حتى أصبحنا نضرب مواعيد بالشهور من أجل أن
تطرح المحكمة قضيتنا .
و نحن الامة التي كانت أول رسالة لشريعتها الدينية هي إكمال مكارم الأخلاق
نعم نفتخر بهذا و نفتخر أنه في يوم الصحابة عندما كان ولي عمر القضاء لم تكن هناك أي قضية
تخاصم لمدة ستة كاملة حتى أنه رضي الله عنه طلب من سيدنا ابو بكر ان ينحيه منها
لقد أصبحنا نسير عكس سفينة الاسلام أخلاقنا في المد و نحن في الجزر إنتشرت بيننا الكراهية و البغضاء
فكل واحد ينتضر أنصاف الفرص لينقض على الاخر بقوته الفردية أو يهاجمه بالقضاء
نعم صحيح هناك خصومات تفرض علينا اللجوء للقضاء و لكن هناك قضايا تطرح
في المحاكم نستغرب منها فيكون في أحكامها الطعن ثم الطعن ثم الطعن ...
في حين أن حلها يحتاج فقط الى كلمة تطيب بها النفس و الخاطر
فتلين النفوس فيكون التسامح و تطرح المحبة .
و نختم الموضوع بقوله تعالى :
(وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا)