في هذه الأيام تنتهي سنة هجرية 1432 لتبدأ سنة هجرية 1433 جديدة , بداية السنة الهجرية هي بداية عصر جديد بداية العصر الإسلامي الذي جرف الظلام بنوره فكل عام وأنت بخير , والهجرة هي هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن آمن معه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ,
إن هجرة الإنسان من وطنه الحبيب إلى أي مكان يكون لغرض وغاية , مهما كانت الغاية من الهجرة فان المهاجر يلازمه الأمل للعودة إلى وطنه بعد أن يتحقق له الأمان . فكيف إذا كانت هذه الهجرة هي هجرة الحبيب المصطفى وهو صاحب الرسالة وخاتم الأنبياء.
لقد بعث الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة رسولا إلى الناس أجمعين وأنزل عليه القرآن ولكنه لاقى الإعراض والأذى والظلم وصبر على ذلك , وبعد ثلاثة عشر عاما من الصبر والمعاناة والدعوة هاجر وصاحبه ومن آمن معه إلى المدينة المنورة وقد أنزل الله عليه من القرآن ما يبشره بالنصر بقوله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فانزل سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ).
وبعد عشر سنوات قضاها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الهجرة يدعو الناس إلى الله عاد إلى مكة المكرمة وقد بشره الله بالنصر والفتح فانزل قوله تعالى ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما في قلوبكم فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ) هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كلها دروس وعبر ففيها لون من ألوان الصبر ولون من ألوان المعاناة عند العدوان والإيذاء الذي أوقعه الكفار بالحبيب وأصحابه ولون من الأمل عند العودة إلى الوطن ,
فالهجرة تحقق أهدافها بالإيمان بالله والصبر والأمل واليوم نحتاج إلى عودة إلى حياتنا الطبيعية بالصبر والأمل ونحن نتطلع إلى غد مشرق وعزيز لمستقبل الأجيال كل عام وسيد البلاد جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب و الشعب المغربي بألف خير