بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نصيحة لمن يتعمد إضحاك المصلي وإشغاله بالكلام
السؤال:
هناك بعض الشباب يتعمد إضحاك المصلي والتشويش عليه بالكلام ، فنريد منكم
مشكورين إيراد بعض الأحاديث في هذا الموضوع لنتعاون على نصحهم ؟ وهل حديث (
من أضحك مصليا فقد أبكى ألف ملك ) حديث صحيح ؟
الجواب :
الحمد لله
الصلاة
أهم شعائر الدين المعظمة ، عظمها الله تعالى حين اختار السماء لتكون مكانا
لبداية فرضها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك في رحلة المعراج ،
وعظمها سبحانه أيضا حين جعلها أول أوامره لنبيه موسى عليه السلام حين
اختصه بكلامه في جانب الطور الأيمن ، فقال له عز وجل : ( إِنَّنِي أَنَا
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
لِذِكْرِي ) طه/14، وعظمها سبحانه وتعالى حين جعلها عمود الدين وركنه ، من
ضيعها فهو لما سواها أضيع ، ومن حافظ عليها كانت له نورا ووقاية يوم
القيامة ، ولذلك كانت هي خلاصة الصراط المستقيم ، ومقصد الدين القويم ، كما
قال عز وجل : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) البينة/5.
فإذا
تصور المسلم قدر شعيرة الصلاة في الدين الإسلامي ، وقام في قلبه ما أمر
الله به من تعظيم شعائر الله كما قال سبحانه : ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ
شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج/32 ، عرف أن
إشغال المصلي ومحاولة إضحاكه بالحركات أو الكلمات هو من العبث المحرم ،
الذي يُخشَى أن يكون داخلا في دائرة الاستهزاء بشعائر الدين ، وهو من
أسباب الوقوع في الردة والعياذ بالله ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
قد قال : ( لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا
عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ
بَيْنَ يَدَيْهِ - قَالَ الراوي أَبُو النَّضْرِ : لَا أَدْرِي أَقَالَ
أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً ) رواه البخاري (510)، ومسلم
(507) ، فأي إثم يلحق ذلك الذي يتعمد إشغال أو إضحاك المصلي بالحركات
والكلمات ؛ لا شك أنه أولى وأحرى بالإثم العظيم .
ثانيا :
الحديث
المذكور في السؤال لا يصح ، ولم يرد في كتب السنة والآثار ، بل قال الإمام
أحمد رحمه الله : " ليس في الضحك [ يعني : في الصلاة ] حديث صحيح " انتهى.
" التحقيق في أحاديث الخلاف " لابن الجوزي (1/198) .
وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله السؤال الآتي :
ما صحة حديث : ( من أضحك مصليا فقد أبكى الله ) ؟
فأجاب :
"
لا يصح الحديث بهذا اللفظ ، ولكن لا شك أن كونك تتحدث عند المصلي وتسمعه
الكلام حتى يقع في ضحك يبطل الصلاة : تكون متسببا ؛ فلا يجوز إضحاك المصلي
ونحوه " انتهى.
وسئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله السؤال الآتي :
" هل ورد في السنة أن : ( مَن أضحك مؤمنا أثناء الصلاة فقد أبكى ألف ملك ) ، وإن لم يصح فما هو الإثم المترتب على ذلك ؟
فأجاب :
لا
أعرف لهذا الحديث أصلا ، ولكن لا يجوز للمسلم أن يشغل أخاه عن صلاته ،
ويشوش عليه ، وإذا كان المرء يمنع من المرور بين يدي المصلي وعليه الوعيد
الشديد ، فإن الذي يضحكه ويشغله عن الصلاة من باب أولى ، إذ المار قد يحتاج
إلى المرور ، ولكن هذا ليس بحاجة إلى المزح وإضحاك المصلي وإلهائه عن
صلاته ، فعليه إثم عظيم " انتهى.
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب