إن فوائد الضحك لاتقتصر على تدليك العضلات ومكافحة أمراض القلب والتوتر
العصبي كما هو حال الرياضة فإن التجارب العلمية أظهرت أن الضحك يقوي نظام
المناعة ففي الجسم وهو أمر واضح الناحية النظرية ودون الحاجة إلى تجارب لأن
التوتر يؤدي إلى شد النظام العصبي في الجسم والسلسلة العصبية كلها مما
يربك بالتالي نظام المناعة ويسهل وقوع الإنسان فريسة للأمراض في حين أن
الفرح والمرح والضحك يتيح شعورا بالراحة والطمأنينة والإسترخاء ويعزز
بالتالي نظام المناعة وبالتالي قدرة الجسم على مكافحة الأمراض كما يساهم في
تسريع الشفاء من الأمراض.
وفي تجربة أجرتها الدكتورة (كاثلين ديلون) في كلية (وسترن نيون إنجلند)
تبين أن المرضى الذين شاهدوا أفلاما كوميدية خلال فترة نقاهتهم شفوا
بمعدلات أسرع من المرضى الآخرين وأرجعت السبب في ذلك إلى حالة المرح
والإسترخاء النفسي التي شعر بها أفراد المجموعة الأولى عززت نظام نشاط
المناعة لديهم , ووجد بعض الباحثين في إحدى الجامعات الكندية أن الطلاب
الذين يتمتعون بروح مرحة تحدث لديهم تغييرات فيزيولوجية إيجابية عند
مشاهدتهم الأفلام الكوميدية بينما لم تحدث أي تغييرات تذكر على الآخرين.
كما أثبتت تجارب أخرى أن نظام المناعة يعمل بصورة أفضل عندما لا يكون مزاج الإنسان معكرا.
ويقول الدكتور آرثر ستون الباحث في مؤسسة (ستوني بروك) للأبحاث الطبية (لا
شك في أن الراحة النفسية لها أثر فعال في شفاء المرضى , والضحك يبقى بالطبع
أفضل وسيلة لإراحة الأعصاب) .
وتتفق معه في ذلك الباحثة كاثلين ديلون إذ تقول : (إن كافة التجارب التي
أجريت في هذا المجال تؤكد أن النظرة المتفائلة للحياة –والتي يساهم الضحك
في تكوينها- تجعل الإنسان بحالة صحية أفضل وتساعده على مواجهة أية عوارض
مرضية طارئة).
وبالإضافة إلى ذلك أثبت باحثون في جامعة تكساس بالولايات المتحدة مؤخرا
أن الضحك , يساعد أيضا على تخفيف الألم بنسبة تتراوح بين 30% -20% وتشرح
روزماري كانمان , الباحثة في الجامعة , ذلك بقولها (أن الشعور بالراحة
النفسية الذي يخلفه المرح يساعد على عدم تركيز أفكار المريض على المرض
المصاب به وهو ما يؤدي بالتالي إلى إستجابته بشكل أقل للألم).
ويعتقد العلماء أيضا أن الضحك ينشط عمل الأندوفيز (وهي مادة يفرزها الجسم لمكافحة الألم) .
وعلى الرغم من النصائح العديدة التي قدمتها مراكز الأبحاث منذ سنوات عديدة
حول فوائد الضحك إلا أن المستشفيات والمراكز الصحية لم تعط هذا الموضوع
الأهتمام الذي يستحقه بعد, ومن الملاحظ أن العاملين في حقل العلاج الطبيعي
(بدون أدوية) و يحرصون على توفير قدر كبير من الأفلام والمسلسلات الكوميدية
وأفلام الرسوم المتحركة مثل (توم و جيري) وكذلك الكتب والمجلات الفكاهية
في المركز التي يعملون بها وأخذت هذه الطريقة في العلاج تكسب شعبية
متزايدة.