السلام عليكم





بُنـــــــيَّ ... إليك نصــــيحتي



شعَرتُ بمَغْص في قلبي
بعِرْق يُناديني :
أكاتبكِ أمِّي
فلْتُنْقذيني منْ غُربَتَيَّ
عن زَمَكان النَّاس
وعن ذاتي
فَلْتُنْجِديني منَ الوحدة
من عُزْلتي
أغيثيني أمي منَ الغدْر
كادت تَفتِكُ بيَ النَّذالهْ ...
كاتَبَتِ الأمُّ فِلْذةَ قلبها المغتربَ :
بُنَيَّ لا تأبَه بِغَدْر الزَّمانِ
لا تغُرَّنَّكَ بَسْمة الخِلاَّنْ
بُنَيَّ اسْتَعِن على الغدْر بالوفاءِ
واحْذرِ الخيانة والمُنكر والفحْشاءْ
وإنْ قابلتَ الخيانة بأختها
فَمِنْ أَبْخَس الأهواءْ
بُنَي لا تُطْلِعْ على مكنون قلبك إنْساً
إنْ لَمْ تكن شِرْعةًً له الصَّفاءْ
بُنيَّ خبَّرتُ الصَّبْر دَهْرا
فكان لي نِعْمَ الصَّّاحب في الخفاءْ
بُنيَّ إنْ لمْ يَكُنْ مِنَ الرُّفقة بُدٌّ
فإنَّ لك في الكتاب خيْرَ الأصدقاءْ
بُنيَّّّّّ لازمْتُ الحُبَّ رَدْحاً
فكان لي الهواءَ والغذاءْ
وإن ساوَرَتْك منْ ظِلِّّك ريبة
فَفِرَّ مِنْ جسمك إلى السَّماءْ
بُنيَّ تزَيَّن بالبَسْمة حِلْيَةً
فإن التَّجَهُّم سبيلُ البَغْضاءْ
بُنيَّ صُنْ لسانك منْ فُحْش قولٍ
وارسُمْ بِفِيك لوْحَة الشَّهْدِ
وانثُرْ بهِ رَحيقَ الدواءْ
بُنَيَّ عَوِّّّّّّدْ لِسانَك على الصَّمْت
حين يكون عُنْوانُ الحديث هُراءْ
بُنَيَّ احْذرْ الدَّيْنَ حِلْية
فَإنَّه عَيْنُ الذِّلَّة وأُسُّّّّّّّّّّ الأرْزاءْ
أوصيك بُنيَّ بذات الدِّين منَ النِّّّّسْوةِ
فإنها أجمل ما أنجبتْ حَوَّاءْ
ولا تَغفلنَّ عن الجَمال خِلْقة
وعنِ المال زينةِ الرجال والنساء
ولا تغُرَّنَّك خضراء الدِّمَنِ بسحْرها
فللِنَّسب وفرةٌ من نصيبٍ بلا مِراءْ
وإذا لم يَكنْ مِنَ الغَجَرِيَّات بُدٌّ
فإيَّاكَ مِمَّا قدْ يُضِلُّ الأبْناءْ
بُنَيَّ عليك بالقرآن حِرْزا ووِرْداً
ولا تغْفَلنَّ شِرْعة سَيِّد الأنبياءْ
بُنَيَّ احفظْ وصيتي واعلمنْ
أنَّّّّ لك فيها البلْسَم والشفاءْ