تتغير
أشياء كثيرة في الطفل عند بلوغه مرحلة المراهقة، منظرته للأشياء و للحياة،
فتتغير أفكاره و تصرفاته، و بالتالي تتغير احتياجاته…
و لأنك أنت من تربي و تراقب و تحرص عليه،
و تهتم به، فإن تجاوبك مع هذا الوضع الجديد لطفلك يبدأ بمعرفتك و تحديدك
للأشياء المطلوبة منك، و استيعابك لطريقة التعايش معه بالشكل الصحيح.
في بداية مرحلة المراهقة،يبدأ الفل بالاهتمام بنفسه و بمظهره، فيرغب بأن يكون له فضاءه الخاص به، الذي
يمكنه أن يخلو فيه إلى نفسه و ذاته و أحلامه، لهذا يجب على الوالدين خلال
هذه الفترة أن يغيرا من تعاملهما مع طفلهما، لأنه لم يعد صغيرا كما يضنان،
فهو في هذه الفترة يحتاج إلى مساحة أوسع من التفهم عن طريق الكف عن
الانتقادات، كونه يصبح سهل استفزاز، هذا الاستفزاز الذي من الممكن أن
يجعله يتخذ مواقف سلبية لا تحمد عقباها.
على الوالدين أن يمنحا طفلهما خلال هذه الرحلة العمرية، صداقتهما المبنية على الحوار، و على الواقف الإيجابية التي تنمي صلة الوصل بينهم هم الثلاثة.
يجب
على الوالدين أن يحاولا قدر المستطاع الابتعاد عن أسلوب الاستجواب أو
الاستنطاق، و محاولة فهم مشاعره و ما يدور في باله من خلال التقرب و التودد
إليه.
ليس من العيب في شيء أن يحكي أللآباء لأبنائهم التجارب و المغامرات التي مروا بها و هم في مثل سن أبنائهم، مما سيجعل الابن يطمئن لوالديه ، و يحكي هو كذلك لهم عن كل التجارب و المغامرات التي قام أو ينوي القيام بها.
من الواجب على الوالدين أن يفتحا مع طفلهم الحديث عن بعض المواضيع الخطيرة، كالإدمان أو الانحراف، لكن بأسلوب ودي وراقي ينمي أفكاره .
على
الطفل بمساعدة من والديه أن يتمكن من تحديد أهدافه، مما سيساعده في بناء
مستقبله، وتحديد ميولا ته التي من الممكن أن يتفوق فيها في المستقبل.
على الطفل أن يتعلم في هذه المرحلة أن يكون مسؤولا، كأن يصبح مسؤولا عن الاهتمام بتنظيف غرفته، و ترتيب أشيائه الخاصة به، حتى يدرك بأن الحياة مبنية على مبدأ التضامن و التعاون.
و فيما يخص أشياء الطفل الخاصة، فعلى الوالدين احترامها،
لأنها من خصوصياته لذلك على الوالدين أن يحاولا توفير غرفة أو فضاء خاص
للطفل كما سبق و ذكرنا ليخلو فيه بنفسه، مع الابتعاد عن الانتقاد المتواصل
الذي من شـأنه أن يحبط الطفل و يضعف من عزيمته.
تذكري عزيزتي الأم دائما، أن
الطفل هو نتاج تربيتك أنت ووالده، لذلك ينبغي أن تتعاملا مع التغيرات التي
أحدثتها المراهقة على شكله بإيجابية و دبلوماسية ما دام يلتزم حدوده و لا
يؤدي الآخرين.