تتصف مرحلة المراهقة منذ بدايتها بالعديد من الخصائص والمواصفات التي
تميزها عن سنوات الطفولة وعن المراحل التي تليها وهي تعتبر بذلك مرحلة
فريدة من مراحل عمر الإنسان الحافلة بالتغييرات الجسمية والفسيولوجية
والاجتماعية والانفعالية والتي تترك آثار كبيرة على شخصية المراهق ونفسيته
إذا لم يحسن فيها رعايته وتوجيهه ومساعدته على التكيف لها والتوافق فيها مع
النفس والمجتمع.
المراهقة مرحلة انتقالية ما بين طفولة الفرد ورشده وهي
تعد من المراحل الحرجة في حياة كل فرد لما يحدث فيها من تغيرات فسيولوجية
وجسمية يترتب عليها توترات انفعالية حادة يصاحبها القلق والمتاعب وتكثر
فيها المشاكل الاجتماعية والنفسية التي غالباً ما تعكر صفو حياة المراهق
وتتطلب من المحيطين به التدخل والمساعدة والوقوف إلى جواره والأخذ بيده حتى
يعبر خلالها بسلام.
فإن أول إشارة أو انطلاقة تحدد لنا بداية هذه
المرحلة هي إفراز الغدة النخامية لهرموني والجونادوتروبين والجونادس
وبتأثير هذين الهرمونيين تنشط الهرمونات الجنسية وتبدأ في الإفراز وسر هذه
الانطلاقة والإشارة من الغدة النخامية وتناغمها وتزامنها مع التغيرات
الجسمية والفسيولوجية العنيفة التي يتعرض لها الفرد لا يعلمه حتى يومنا هذا
أحد إلا الله وحده الخالق لكل شيء.
التغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة:
- الطفرة في النمو عند الذكر والأنثى
يعد
النمو السريع من السمات الواضحة للمراهقة ويبدأ عادة عند الإناث من 11 سنة
إلى 14 سنة أما عند الذكور فيبدأ النمو السريع من 12 سنة إلى 16 سنة ويكون
نموهم أكبر وأسرع فتصل الزيادة في الطول من 10 سم إلى 30 سم وفي الوزن من 7
كجم إلى 30 كجم. ويتأثر هذا النمو بعوامل كثيرة منها الوراثة- التغذية-
الجنس والأمراض. ومع هذا النمو الجسمي يأخذ جسم المراهق الشكل الخارجي
للبالغ من نفس جنسه ويظهر هذا من خلال توزيع الدهون تحت الجلد، حجم
الأكتاف، الأرداف، وظهور التغيرات الجنسية الثانوية.
- والهرمونات التي
تفرز أثناء فترة المراهقة تؤدي عند الذكور إلى زيادة عرض الكتف وطول الذراع
والساق مع زيادة حجم العضلات وقطر العظام وزيادة بسيطة في الدهون تحت
الجلد