إستكمالا للتحقيق السابق عن الابتسامة الضوئية الذي تطرقنا فيه إلى تبييض
الأسنان وأنواعه وفوائده وأضراره وكيفية استعماله، سنتطرق اليوم إلى طريقة
أخرى للحصول على ابتسامة براقة وجميلة ألا وهي الوجوه الخزفية.
إن
الوجوه الخزفية التجميلية هي عدسات مصنعة من البورسلين يتم بها تغطية أسطح
الأسنان وذلك لإعطائها شكلا جماليا ودرجة لون براقة وذلك بناء على طلب
المريض.
وتختلف الوجوه الخزفية عن التيجان الخزفية التي تغطي كامل سطح
السن بعد نحت جميع أسطحه، بأن الوجوه الخزفية يتم استخدامها لتغطية سطح أو
اثنين فقط من أسطح الأسنان، خصوصا الأسنان الأمامية.
ما هي الطريقة المناسبة لأسناني: الوجوه الخزفية أم التبييض؟
إن تبييض الأسنان مناسب لمن يبحث عن منح أسنانه لونا فاتحا والتخلص من أي أصباغ سطحية قد تكون مشوهة لها.
أما بالنسبة للوجوه الخزفية فلها استخدامات كثيرة تشمل:
-
أصباغ الأسنان المستعصية: وتشمل تلك الأصباغ الداخلية العميقة والناتجة عن
موت عصب السن أو التبقع الفلوري الناجم عن التعرض لجرعات عالية من مادة
الفلوريد في الصغر أو بعض الأمراض التي تصيب طبقة المينا أو طبقة العاج
بتشوهات خطيرة.
وقد تكون الأصباغ أيضا ناتجة عن استخدام بعض أنواع
المضادات الحيوية مثل التتراسكلين الذي تم منع استخدامه للأطفال بسبب
تأثيره على لون السن والعظم، كما أن هناك بعض الصبغات الداكنة الناتجة عن
تناول الأطعمة والمشروبات الملونة والتدخين.
- الأسنان المكسورة والمتآكلة، خصوصا الأسنان الأمامية التي لا يمكن إصلاحها بالحشوات البلاستيكية البيضاء.
-
تشوهات أشكال الأسنان التي قد تؤثر على جمال الأسنان والابتسامة، وكذلك
تلك التشوهات الناتجة عن اعوجاج الأسنان التي يفضل فيها المريض العلاج
بالقشور الخزفية عوضا عن التقويم.
- الفراغات البينية للأسنان الناتجة عن صغر الأسنان أو تباعدها.
ما هي الخطوات العلاجية لتركيب الوجوه الخزفية؟
إن
التشخيص بواسطة الطبيب المختص يعتبر أهم مرحلة من مراحل العلاج والتي يحلل
فيها الطبيب الابتسامة ومشكلاتها والطرق المناسبة لتجميلها، ومناقشة
المريض عن احتياجاته وما يتوقعه من العلاج، وما إذا كان المريض في حاجة إلى
طرق علاج أخرى غير التبييض أو الوجوه الخزفية مثل تقويم الأسنان وتجميل
اللثة الجراحي. ويتطلب الأمر أخذ طبعة للأسنان العلوية والسفلية وصور
وأشعات تشخيصية.
وفي جلسة تحضير الأسنان، يقوم الطبيب بحقن المخدر
الموضعي ونحت سطح السن الأمامي بمقدار 0.5 ملم أو أقل من طبقة المينا
الخارجية وذلك حسب الحاجة، ومن ثم يأخذ طبعة دقيقة للأسنان بعد التحضير،
ويتم إرسالها إلى أي مختبر أسنان مختص لتحضير القشور الخزفية.
ويتم في
اليوم نفسه تغطية الأسنان بتلبيسات مؤقتة لحين الانتهاء من تجهيز القشرة
النهائية، كما يقوم الطبيب بتحديد اللون المناسب للوجوه الخزفية المراد
تصنيعها وذلك بمشاركة المريض. وفي الزيارة التالية يقوم الطبيب بتثبيت
القشرة باستخدام مادة الرزين (resin) اللاصقة.
مشكلات العلاج
إن
من أهم نقاط ضعف الوجوه الخزفية تتمثل في إمكانية سقوطها من أسطح الأسنان.
ولذلك يجب على المريض أخذ الحيطة والحذر في عدم استخدام أسنانه بعنف وتجنب
تناول الأطعمة الصلبة مثل الجزر أو المكسرات الصلبة جدا.
وقد يعاني
البعض من تحسس في الأسنان الناتج عن عملية البرد أثناء تجهيز الأسنان، وقد
يحدث التهاب لثوي نتيجة خطأ في تشكيلة القشرة الخزفية أو في أثناء عملية
التحضير.
حقائق عن الوجوه الخزفية
- إن اختيار لون
القشرة الخزفية شديد البياض من باب الحصول على ابتسامة براقة قد لا يكون
مناسبا للبعض، حيث إن اختيار درجة اللون حسب لون بشرة الوجه واللثة
المحيطة، وكذلك بالنسبة إلى شكل الأسنان وحجمها، فكلما كانت مناسبة ومختارة
بطريقة صحيحة فإنها تعطي ابتسامة أقرب إلى الابتسامة الطبيعية.
ولذلك فإن التشخيص الدقيق ودراسة حالة المريض ومناقشتها معه مهم جدا لتفادي الأخطاء في العلاج.
-
إن تغطية الأسنان بالوجوه الخزفية لا تمنع التسوس الناتج عن الإهمال في
تنظيف الأسنان، حيث إنها تغطي السن بشكل جزئي وبذلك تكون الفرصة للتسوس في
الأجزاء التي لا تشملها التغطية أكبر إذا ما تم إهمالها.
ويجب أن تعامل الأسنان المغطاة كالأسنان الطبيعية، حيث يجب استخدام الفرشاة والمعجون والخيط السني في تنظيفها باستمرار.
-
إن القشور الخزفية أضعف من تركيبة السن الطبيعي، لذلك يجب أخذ الحيطة بعدم
العض على الأشياء الصلبة أو استخدام الأسنان لإغراض ميكانيكية.
- إن
الأشخاص الذين لديهم عضة عميقة أو الذين يقومون بجز أسنانهم أثناء النوم لا
ينصح لهم عمل قشرة البورسلين لأنها ستتعرض للشرخ والكسر بسهولة، وفي بعض
الأحيان يحتاج المريض إلى وضع جهاز واق للأسنان (Night guard).
- إن
التغطية بالوجوه الخزفية تستدعي نحت سطح السن، وبالتالي لا يمكن العدول عن
اقتنائها بعد نحت الأسنان ولذلك يجب التفكير مليا قبل أخذ القرار بعملها.
-
يجب أن يقوم المريض بزيارات دورية لطبيب الأسنان لفحص الوجوه الخزفية التي
لديه، حيث إن عمرها الافتراضي قد يتراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات.
وفي
النهاية يجب عليك معرفة أن استخدام الوجوه الخزفية بدون داع قد يكون ضارا
ونتائجه عكسية مثله مثل تبييض الأسنان. وعليك أن تتذكر أن لا تركض وراء
الإعلانات الدعائية غير الصحيحة أحيانا وأن تبحث عن الطبيب الأمين المختص
الذي تثق فيه.