بعد مؤتمر F8
قام فيسبوك في الأيام القليلة السابقة وخصوصا اليوم بإظهار العديد من
الميزات الجديدة وخصوصا الواجهة الجديدة الذكية. شخصيا أنا معجب جدا
بالواجهة الجديدة لكن دعونا نقوم بتحليل الأمر قليلا…
دمج الأخبار
حسب
رأي فيسبوك فإن كثرة الألسنة المفتوحة حين زيارة الموقع تقوم بتشتيت
التركيز الأمر الذي استدعى وجود منصة لمتابعة التحديثات من مكان واحد، ففي
السابق كان عليك أن تتنقل بين الأخبار المهمة وآخر الأخبار خصوصا عندما
تبتعد عن حسابك لفترة طويلة وتتراكم الأحداث أما الآن فإن كليهما سيكونان
في مكان واحد (الأخبار المهمة في أول الصفحة وأحدثها سيكون بعدها) وسيقوم
الفيسبوك بعرض أهم الأخبار بطريقة تفاعلية بناءا على عدة عوامل مثل علاقتك
بالشخص وعدد التعليقات والإعجاب على الموضوع، وسيتم تحديد أهم التحديثات
بشريطة زرقاء في زاوية الموضوع العلوية يمكنك النقر عليها لتخبر الفيسبوك
بأن هذا الموضوع ليس مهما بالنسبة لك.
التحديثات الحية
وهو
عبارة عن عمود متحرك يحوي على تحديثات حية ليعطيك آخر المستجدات حال
حدوثها كقيام أحد الأصدقاء بالتعليق على صورة أو الإعجاب بموضوع، ما أعجبني
هو عندما تقوم بتمرير الفأرة فوق أحد هذه التحديثات فإنه ستظهر بعض
المحتويات المتعلقة بالتحديث لتتمكن من التعامل معها دون الحاجة إلى ترك
الصفحة، فعند تمرير الفأرة فوق تحديث حول صورة مثلا فستظهر الصورة مع
تعليقاتها وعندما يكون التحديث محتويا على سؤال فستظهر الأجابات لتختار
منها، كل هذا سيقوم بتسهيل وإثراء تجربة الفيسبوك دون الحاجة إلى التنقل
بين الألسنة.
الفيسبوك الجديد = الفيسبوك القديم + جوجل بلس + تويتر + جيميل
كما
لاحظنا فإن الميزات الجديدة إنما هي نسخ للخدمات الأخرى، فمثلا التحديثات
الحية مشابهة لتحديثات تويتر والقوائم المستحدثة على الجانب مشابهة لدوائر
جوجل بلس وأهم الأخبار مشابهة لصندوق الأولوية في جيميل وأيضا مزايا أخرى
كزر الإشتراك في تحديثات الفرد دون مصادقته وزيادة عدد الحروف المسموح بها
من 500 إلى 5000 كل ذلك محاولة من فيسبوك لجذب المستخدم كي لا يكون له عذر
بالتخلي عنهم والذهاب لخدمة أخرى.
وجهة نظري من الموضوع
كمستخدم
يبحث عن أفضل تجربة فأنا أرى أنها خطوة جيدة من فيسبوك باللحاق بالركب،
وليس هناك ضرر من أن تقوم شركة بنسخ منافسيها لتجذب المستخدم فالمسألة ليست
سرقة، فقد قامت شركات كثيره بهذا العمل من قبل مثل جوجل حينما أتهمت بسرقة
ميزات الخصوصية من فيسبوك ولكن المشكلة أن هذه التغييرات إجبارية وليست
إختيارية، فظهور المنافسين وخصوصا جوجل بلس وضع فيسبوك في حالة ذعر الأمر
الذي جعله يقوم بكل هذه التغييرات ولكن الفيسبوك نسي أن هذه الميزات في
المواقع الأخرى هي من أجبرت المستخدمين الغير محترفين على البقاء فقد وقع
الآن في معضلة تم نصبها بواسطة منافسيه، فبتقلييد منافسيه لم يعد فيسبوك ذو
تجربة سهلة كما كان.
أما عن
المستخدمين التقنيين فإن هذه التغييرات ستقوم بتوطيد العلاقة وصرف النظر عن
الخدمات الأخرى، فالسبب الرئيسي بالنسبة لي للبقاء في الفيسبوك هو وجود
أغلبية أصدقائي هناك مع أني كنت معجبا جدا بما يحويه جوجل بلس من ميزات،
أما الآن فإن المسألة أصبحت متكافئة نوعا ما ولا ننسى أن لكل شخص طريقة
معينة لإستخدام الخدمة، فلربما يبقى فيسبوك محطة للتعارف الإجتماعي وتويتر
للتحديثات المهمة ويكون جوجل بلس محطة للتعارف التقني.