زواج الزملاء في العمل
يمكن للقلب أن يخفق
في فضاء العمل بين شخصين، و السؤال المطروح هنا، هل يمكن لمشاعر الحب أن
تتلاءم و تتأقلم مع فضاء العمل، و ما مدى تأثير الالتزامات المهنية على
الجانب العاطفي؟ وما هي المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها الشخصان اللذان
قررا الحب في هذا الفضاء المهني؟…
فالمعروف عن الحب، أنه هو ذلك الشعور الإنساني الذي يغمر الشخص دون سابق إنذار، و دون أن يختار الزمان أو المكان المناسبين.
لهذا يمكن للحب أن يربط بين زميلين في العمل،
ليعيشا علاقة من نوع خاص، في ردهات المكاتب و في فضاءات مهنية قد تتلاءم
أو لا تتلاءم مع مشاعر الحب، و بالخصوص إن تطورت العلاقة إلى الزواج.
في هذه الحالة يجب أن يطبق مبدأ الفصل بين الحياة المهنية و الحياة الشخصية، من
أجل الوصول إلى علاقة متناغمة، كما لا يجب أن نحدد النظرة إلى الحب في
فضاء العمل في الجانب السلبي فقط، إذ يمكن لبعض التجارب أن تترجم الجوانب
الإيجابية في ذلك، خاصة عندما تغيب مشاعر الغيرة و الرغبة في التسلط على
العلاقة العاطفية، ليأخذ الاحترام و الثقة المتبادلة مكانها.
لذا يعتبر الفصل بين ما هو شخصي و ما هو عملي هو الحل الصائب لهذه المعادلة،
يجب على الزوجان إن كانا يعملان معا، أن يتعاملا مع بعضهما كزملاء و هما
في العمل، و أن لا يحاول أي منهما فرض رقابته على الآخر، لأن كلاهما يتمتع
بمساحة من الحرية و الاستقلالية في التصرف بالطريقة التي يحب و هو ضمن نطاق
العمل.
أما عند مغادرتهما العمل، فبإمكانها حينها أن يتصرفا كحبيبين و كزوجين، مع محاولة نسيان العمل و عدم التحدث عن مشاكله.
و تعتبر الثقة المتبادلة من بين الأسرار التي تساهم في نجاح علاقة من هذا النوع،
بالإضافة إلى الاحترام المتبادل، فبهذه الطريقة بإمكانهما المحافظة على
حميميتهما، و في نفس الوقت سيتمتع كل منهما بمساحة من الحرية الشخصية في
نسج العلاقات الاجتماعية و المهنية.