أسانج يصف المذكرات بـ«الدعارة» ودار النشر تقول إنها تفخر بنشر الكتاب «المفعم بالعاطفة»
المساء
عاد جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكليكس»، إلى واجهة الأحداث، بعد أن قررت
دور نشر بريطانية نشر سيرته الذاتية المعنونة بـ»جوليان أسانج: سيرة ذاتية
غير مصرح بها»، رغم انفه، في تحدٍّ
آخر سيواجهه ناشر الوثائق السرية المثيرة للجدل.
وقد نُشِرت السيرة الذاتية غير المصرح بها لجوليان أسانج يوم الخميس
الماضي في بريطانيا، وينفي فيها مؤسس موقع «ويكليكس» تُهَم الاغتصاب
الموجهة ضده، معتبرا أنها ما هي إلا جزء من «خطة» لتحجيمه. وقد حاول
الأسترالي أسانج، البالغ من العمر 04 عاما، والذي أُفرِج عنه بكفالة في
بريطانيا ويواجه ترحيله المحتمَل إلى السويد، أن يوقف نشر الكتاب الذي حمل
عنوان «جوليان أسانج: سيرة ذاتية غير مصرح بها»، بعد خلاف كبير مع
الناشرين. وقد قررت «كانونجيت للنشر -ومقرها إسكتلندا- المضي قدما في نشر
الطبعة الأولى من الكتاب، بعدما أخفق أسانج في إعادة مبلغ كبير حصل عليه
كمقدم لصفقة نشر سيرته الذاتية -نظرا إلى حجم إنفاقه على القضية التي
تتربّص به حاليا. وفي آخر تصريح له، دافع يوليان أسانج عن نشر محتوى
البرقيات الدبلوماسية للسفارات الأمريكية عبر العالم وقال، في تسجيل
بالفيديو، في مطلع هذا الشهر: «ليس هناك شيء كان يمكن أن نفعله بشكل آخر».
وقال أسانج إنه لا يعتقد أن نشر هوية الأشخاص الذين أمدّوه بالمعلومات عن
هذه البرقيات سيتسبب في إحداث أضرار كبيرة الآن، وإن هؤلاء الأشخاص كانت
لديهم فرصةُ عامٍ لتهيئة أنفُسهم للكشف عن هويتهم، إضافة إلى أنهم تلقوا،
في هذه الفترة، تحذيرات من السلطات الأمريكية. ويعكس الكتاب، الذي اعترض
عليه أسانج، 05 ساعة من المقابلات بين جوليان أسانج وأندرو أوجان، الذي كتب
المذكرات، في منزل أسانج في شرق إنجلترا، حيث يخضع للإقامة الجبرية في
انتظار البت في طلب تسليمه إلى السويد.
وتفصح دار النشر التي أصدرت الكتاب عن حيثيات امتناع صاحب «ويكليكس»
بالقول: «في 7 يونيو الماضي، بينما كانت 83 دور نشر في العالم تريد إصدار
هذا الكتاب، قال جوليان إنه يرغب في إلغاء العقد، حيث أصيب بالتوتر كثيرا
لفكرة نشرها، بعد أن قرأ الصيغة الأولى للكتاب في نهاية مارس، إذ وصفها
بالبغاء»... وقد نشرت «كانون غيت» في مقدمة الكتاب: «نحن لا نوافق جوليان
رأيه حول الكتاب. نحن نعتبر أنه يلقي ضوءا على الرجل وعلى عمله ويشدد على
التزامه الحقيقية».
ومن جهته انتقد مؤسس موقع «ويكليكس»، نشر سيرة ذاتية له دون موافقته، بعد
أن فشل في منع دار النشر من إصدارها في صورتها الأولى قبل تنقيحها. أما دار
النشر «كانون غيت»، فقالت إن «الكتاب يضم المسودة الأولى التي تسلمناها في
مارس». وأقرت بأن أسانج حاول الحيلولة دون طباعتها، لكنها قالت إنها «تفخر
بنشر الكتاب، المفعم بالعاطفة».
وفي رد فعل طويل وغاضب، ندّد أسانج بما قال إنه «تصرف ينتهك التعاقد، حيث
أقدمت الدار على نشر المسودة، رغم وجود ضمانات شخصية بعدم القيام بذلك».
وقال: «كان المقصود من الكتاب أن يتناول نضالي من أجل العدالة عبر الوصول
إلى المعلومات، لكنه تحول إلى شيء آخر». وتابع «إن طباعة كانون غيت للكتاب
من دون الحصول على موافقة أبعدُ ما يكون عن حرية المعلومات، بل هي انتهازية
وغش معهودان، والهدف منها تدمير الناس من أجل الربح». ويشمل الكتاب
التعليقات المباشرة الأولى لأسانج، خبير القرصنة الإلكترونية، أسترالي
الجنسية، على الاتهامات الموجهة له بالاغتصاب والتحرش الجنسي، التي وجهتها
له امرأتان في السويد في غشت من العام الماضي.
ويصف في المسودة الإثارة التي ينطوي عليها الاختراق الإلكتروني لأسرار
الغير وفخرَه بنشر معلومات رسمية سرية، مندداً بما يصفه «بلادة» من جانب
وسائل الإعلام التقليدية في محاسبة الحكومات والمؤسسات. وقد خصص أسانج
القدْر الأكبر من إدانته لصحيفتي «غارديان»، البريطانية، و«نيويورك تايمز»،
الأمريكية، الشريكتين السابقتين لــ«ويكليكس» في الكشف عن آلاف البرقيات
الدبلوماسية الأمريكية في العام الماضي، ونعتَهُما بــ«الجبن وخيانة
المبادئ».
وأوضحت دار «كانون غيت» للنشر، الصغيرة، التي وقّع الأسترالي أسانج عقدا
معها في وقت سابق أن كتاب «جوليان أسانج: السيرة غير المسموح بها» صيغة
للكتاب تعود إلى مارس، قبل أن يقرر مؤسس موقع «ويكليكس» إلغاء العقد معها.
وقالت دار النشر إن الكتاب يعكس 05 ساعة من المقابلات أُجريت مع جوليان
اسانج (04 سنة) في منزله في شرق إنجلترا، حيث يخضع للإقامة الجبرية. وتابعت
دار النشر تقول «في 7 من يونيو 1102، وحين كانت 83 دارَ نشر في العالم
تريد إصدار هذا الكتاب، قال لنا جوليان إنه يرغب في إلغاء العقد. إلا أنه
(أسانج) كان قد أنفق الدفعة المسبقة من الأموال لتسديد كلفة الإجراءات
القانونية. لذا قررنا أن نستمر وأن ننشر الكتاب»، متعهدة بـ«تسديد حقوق
المؤلف كاملة»...
وأوضحت دور النشر أن «جوليان أصيب بالتوتر كثيرا لفكرة نشر سيرته، بعد أن
قرأ الصيغة الأولى للكتاب في نهاية مارس». وأضافت: «نحن لا نوافق جوليان
رأيه حول الكتاب. نحن نعتبر أنه يلقي ضوءا على الرجل وعلى عمله في آن
ويُشدّد على تحرّيه الحقيقة». وذكرت صحيفة «ذو أنديبندنت»، التي ستنشر
مقتطَفات من الكتاب، أن ثمة فصلا كاملا في الكتاب مُكرَّس لرواية أسانج حول
الاتهامات الموجهة له بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.