أجلس في قاربي الصغير...أجدف وأواصل المسير
قد دبّ في داخلي الضمير..نعم للبناء ولا للتدمير
ما أنا إلا إنسان...إنسانٌ ضائعٌ حيران
تارةً أضحك وتارةً ألتف بالأحزان
أنا الآن في عرض البحر...أتجرّع كأساً من القهر
أصيح بالسر وبالجهر..ما أغرك يا دهر!!!
قد فطمت عن صدر أمي قبل الاكتمال..لا أعلم هل ألقى من على الجسر أم أواصل الاحتمال..ما أنا إلا طفلٌ بردان وظمآن
غمست غمساً في سكرات الموج..مررت بغابةٍ،بساتين ومرج..
آهٍ ومتى يستقيم ذلك الجسر المعوج؟!
سمعت صهيل الخيلِ الجامح..عدت إلى الطريق المستقيم الناجح
لكني لست لأحدٍ من الأنام جارح..آهٍ ستقتلي القلب والجوارح
في القبو المظلم قابع.....ظمآن أيضاً جائع.....أنتظر شعاع شمسٍ ساطع..
سلسلةٌ من الأفكار في ذهني..لحظاتٌ من السعادة تراودني
لكن..ما ألبث حتى أعود لحزني..
أفراحٌ وأتراح..قريبٌ وغريب..صديقٌ ودود وعدوٌّ لدود
تعقدت أفكاري بسلسلةٍ من الاوهام..نُكِسَتْ جميع الأعلام
فهربت من خوفي إلى الأحلام
نعم إلى الأحلام..أرجوكم لا كلام..فقد صارت صديق التائه الحيران
قد ضعت في كفِّ الحياة..هل هي موتٌ أم بقاء؟؟
نظرت إلى أعلى السماء..استنشقت أعذب هواء
سلمت نفسي لصدى الزمان..نقشت في قلبي عنوان
وصحت في وجه الزمان..ما أنا إلا إنسان!!