السؤال : توفى أب أحد أصدقائي فكان من الواجب علي الحضور إلى العشاء الذي يقيمونه للحضور، وبينما نحن في انتظار تقديم الطعام قام بعض الحاضرين بقراءة القرآن جماعة وأنا على علم أن هذا من البدعة وأنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. كنت أود إنكار الأمر ولكني خفت الفتنة، وليست لدي الدلائل الكافية. فهل أنا آثم في حضوري والاستماع لتلاوتهم؟ وهل كان من الواجب علي أن أنكر عليهم ولو بالقول أن هذا لم يثبت عليه صلى الله عليه وسلم؟ وجزاكم الله خيرا
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز لأهل الميت أن يصنعوا طعاماً ويدعوا الناس إليه ، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، قَالَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : (كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ) رواه أحمد (6866) وصححه الألباني في "تلخيص أحكام الجنائز" .
فلا يجوز الذهاب إلى هذه الولائم ، وتلك الاجتماعات ، بل الواجب نهي الناس عنها ، وبيان أنها مخالفة للشرع .
وأما قراءة القرآن جماعة ، بأن تبدأ الجماعة معاً في قراءة القرآن وبصوت واحد ، فهي بدعة أخرى ، لم تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه .
وقد تقدم بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (4039) .
وعلى هذا فكان يجب عليك أن لا تحضر هذا الاجتماع ، وإذا حضرت فعليك أن تبين لهم أن هذا الفعل غير مشروع ، فإن لم يستجيبوا لك فإن عليك أن تفارق المكان ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ (49) .
ويلزم من إنكار المنكر بالقلب أن تفارق مكانه .
وانظر جواب السؤال رقم : (96662) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب