الصداقات عبر الانترنت.. تسلية وخداع وأكاذيب متبادلة
ربما أضحى الانترنت منفذا آمنا للتعارف بين الرجل والمرأة، إذ يمكنه أن يوفر مناخا سريعا وحرا، بعيدا عن واقع تحكمه التقاليد والأعراف وتفرض على علاقاته قيودا وثوابت صارمة، لاسيما بين الجنسين، وقد )تتخذ تلك العلاقات (الانترنيتية صورا مختلفة ما بين الوهمية أو السطحية وربما تبدو صادقة أحيانا، وقد تكون للتسلية وأحيانا تتجاوز الخطوط الحمر.
وربما الانترنت فتح عالما واسعا للرجل للتعارف وتبادل الأحاديث و الآراء مع الجنس الآخر. وأصبح الرجل يتعرف على نساء من مستويات وأعمار كافة يتحدث معهن في أمور عديدة، فهناك المرأة المثقفة التي أعلنت عن اسمها الصريح ومكان عملها و بلدها وأصبحت فيما بعد صديقة ويرتبط بها علاقة محترمة، وهناك الفتاة الصغيرة التي هي بعمر ابنتي وتشكو من مشكلة فأحاول مساعدتها بأمانة والتخفيف عن همومها بإبداء الرأي والنصح لها، وهناك من تمثل لي تسلية وقضاء وقت الفراغ، وبين آونة وأخرى تظهر امرأة تحدد طبيعة العلاقة التي تدخل بها بأسماء وهمية أو ربما حقيقية وبالمقابل فانا لا اذكر تفاصيل عن شخصيتي إلا ما ندر.
كذب متبادل
ويؤكد البعض أن دخوله لمواقع الانترنت هدفه بناء علاقات مع فتيات للهروب من الواقع وضغوطات العمل ومنغصات الحياة خصوصا أن الانترنت فيه نوع من السرية ما يجعل الأمر قد يتطور أحيانا ويخرج عن حدود الصداقة الطبيعية من دون أن يشعر الطرفان، واعتقد أن الفضول وحب التغيير هما اللذان يدفعان الرجل للدخول في هكذا علاقات.
بعض الأشخاص يرفض الزواج عن طريق الانترنت ولا يحبذها ويرى أن العلاقات عبر النت مليئة بالكذب المتبادل بين الطرفين وعدم المصداقية في ذكر المواصفات الأساسية كالعمر والاسم الذي في الغالب يكون مستعاراً.
قصص حب
ترى بعض الفتيات أن البحث عن شريك بتلك الوسيلة قد تكون مجازفة ومغامرة تحتاج إلى ذكاء من قبل الفتاة فكثيرا ما أقمن الفتيات علاقات خاطئة وفشلن في تحقيق أهدافهن وأخريات نجحن في بناء علاقات قوية وصادقة وقصص حب عبر الانترنت وتكللت بالزواج لكن تلك حالات نادرة جدا وبرأيي أن الدردشة والتعرف على الرجال بعلاقات متعددة يعطيان نتائج عكلمة ممنوعةية تؤثر على نفسية المرأة والفتاة خاصة إذا اتجهت نحو سلوكيات مرفوضة.
ويجد بعضهم أن المرأة المتزوجة يفترض أن لا تستغل الحرية التي يمنحها لها زوجها وتقيم هكذا علاقات مع رجال غرباء حتى لو لم تكشف لهم صورتها وتخفي اسمها.
اختراعات
يقول أحد الباحثين التربويين هناك أربعة جوانب مرتبطة ببعضها تفسر انتشار تلك الظاهرة الأول: الجانب التكنولوجي، إذ أن كل منجز تكنولوجي مهم مثل الانترنت أو الموبايل أو الستلايت وليد مكانه وزمانه اخترع أو استحدث من اجل تلبية حاجات أفراد ذلك المجتمع وحينما ينقل إلى مجتمع آخر يساء استخدامه وتحرف أهدافه،والثاني: الجانب الحضاري إذ عندما تخترع وسيلة تلبي حاجات المجتمع بمعنى أن وسائل الاتصال القديمة أصبحت غير كافية لذلك الغرض وأصبحت هناك حاجات ضرورية ملحة للمجتمع كالولع بالأدب أو الثقافة أو جمع المال وهذا يحتاج إلى وسيلة حديثة وسريعة وراقية كالانترنت، وعندما يأتي ذلك الاختراع إلى مجتمع آخر قد نجد من يفكر فقط في إشباع رغباته الجنسية.
وهناك الجانب الثالث: وهو الأمراض النفسية فهناك الاستعراضيين أو الافتضاحيون الذين يعجبهم أن يظهروا أجسامهم ومفاتنهم أمام الآخرين أنها صفة موجودة لدى كل إنسان لكن عندما تقل أو تزيد تصبح مرفوضة وفي عداد المرض النفسي.
والجانب الرابع: هو الملاحقة الاجتماعية أو الموانع والرفض الاجتماعي فالمجتمعات الشرقية مازالت تعاني الكبت والحرمان في جميع المستويات، لذا يلجأ الشخص إلى وسيلة آمنة لا يتعرض من خلالها إلى المساءلة خصوصا وانه يمكنه أن يخفي عنوانه واسمه وحتى صورته.
أسئلة للنقاش:
1/_ ما رأيكم في هذه الظاهرة ؟
2/_ ما أسباب انتشارها ؟
3/_ كيف نتجنب الوقوع في هذه الظاهرة ؟
4/_ مساحة حرة...