المرض الذي يعتقد الكثيرون أنه يرتبط بالنساء فقط
وفاة شاب بريطاني بعد معاناة أربعة أعوام مع سرطان الثدي
نيك أفري توفي وعمره 28 عاماً
توفي أصغر رجل مصاب بسرطان الثدي في حالة نادرة أكدت أن المرض الذي يعتقد الكثيرون أنه يرتبط بالنساء فقط يصيب الرجال أيضاً، وكان نيك أفري البالغ من العمر 28 عاماً توفي بعد أن ظل يصارع سرطان الثدي لمدة أربع سنوات، وبعد أن شن حملة واسعة للتوعية بالمرض.
وتمكن آفري في البداية من التغلب على سرطان الثدي ليكتشف بعد ذلك أن المرض وصل إلى الكبد والعظام ويوجد احتمال أن يكون قد وصل للمخ أيضاً في المراحل الأخيرة، وتلقى آفري، وكان عاملاً في مقاطعة إسيكس Essex بالممكلة المتحدة، علاجا كيميائيا في بداية العام الحالي لكن تدهورت حالته ونقل للمستشفى حيث توفي محاطاً بأسرته، وفي أبريل من هذا العام حقق آفري حلم حياته بالزواج من حبيبته شيريل بيركنز البالغة من العمر 28 عاماً.
واحد في الألف
ورغم أن احتمال إصابة الرجال بالسرطان لا تتعدى الواحد في الألف بينما الأمر يختلف تماماً مع السيدات، حيث كل عام تصاب 44.500 سيدة بسرطان الثدي بينما عدد الرجال المصابين لا يتعدى 300 خلال نفس الفترة، بينمت تبلغ أعداد الوفيات بسرطان الثدي لدى السيدات لـ 12 ألفا في العام مقارنة بـ70حالة عند الرجال.
أعراض وطرق تشخيص سرطان الثدي عند الرجال وكذلك العلاج وكيفية تلقيه لا تختلف عن مثيلاتها عند النساء، ومن أكثر الأعراض شيوعاً وجود كتلة متصلبة غير مؤلمة تحت حلمة الصدر مباشرة. مثل حالات الإصابة عند السيدات، معظم المصابات تتراوح أعمارهن ما بين 60 و70 عاماً على الرغم أنه يمكن أن يصيب الرجال من جميع الأعمار كما حدث مع آفري.
من العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند الرجال زيادة نسبة هرمون الإستروجين estrogen والتعرض للإشعاع ووجود عدة حالات إصابة في العائلة، وتم تشخيص حالة آفري عام 2006 حين أقنعته إحدى صديقاته بضرورة أن يذهب للطبيب بعد أن اكتشف وجود كتلة في صدره والتي كان قد تجاهل وجودها ولم يعرها اهتماماً.
بعد أخذ عينة من الورم وإجراء العديد من الأشعة اتضح أنه سرطان واعتقد آفري في البداية أن الأطباء أخطأوا التشخيص حيث أنه لم يسمع من قبل عن إمكانية إصابة الرجال بسرطان الثدي، و بدا الأمر منافيا للواقع تماماً، كما قال آفري بعد التشخيص.
مثل السيدات المصابات بسرطان الثدي تمت إجراء جراحة استئصال الصدر وتلاها جرعات مكثفة من العلاج بالإشعاع والعلاج الكيميائي، يقول آفري إنه "حين كان يذهب لتلقي العلاج بالمستشفى، كان يلتقي العديد من السيدات اللاتي يعانين من نفس المرض، وقد كان لهن التأثير الكبير على عزيمته، حيث كان يرى كيف يأتين للمستشفى ثم يعدن بعد ذلك للعناية بأسرهن".
بعد تلقي هذا العلاج المكثف أخبر الأطباء آفري في 2007 أنه قد تغلب بالفعل على السرطان، لكن في مارس من العام الماضي أخبر الأطباء آفري أن المرض قد انتشر ورغم إصراره على المقاومة إلا أن المرض كان في شدة القوة.
وقالت الدكتورة آن روبنسون، طبيبة الأورام وأخصائية سرطان الثدي في مستشفى ساوث إند Southend Hospital، كانت مسؤولة عن علاج آفري طوال مدة مرضه، وقال "لقد ذهلت حين عرفت أنه مصاب بالمرض في الرابعة والعشرين من عمره وانبهرت أكثر حين رأيت الطريقة التي تعامل بها مع مرضه."
تقول روبنسون إنه نادراً ما يأتيها حالات إصابة بسرطان الثدي عند الرجال وخاصة إذا كانوا في عمر آفري،
"يأتينا ثلاثة أو أربعة رجال مصابون بسرطان الثدي في العام الواحد مقارنة بحوالي 300 امرأة."
تكريماً لذكرى آفري كتب أخو نيك على فيس بوك Facebook "إنني افتقدك بشدة. أحلام سعيدة يا أخي. أعرف أنني سألتقي بك في يوم ما وسنكون سوياً مرة أخرى. أنت بطلي"، وأضافت أرملته: "إنه بطلي أنا أيضاً وسأفتقده كل دقيقة".
وحين علم كريس أوزبورن، صديق آفري المقلاب، بمرضه الأخير سافر من جنوب شرق آسيا للملكة المتحدة ووصل قبل حدوث الوفاة بيوم واحد، وكتب أوزبورن في مدونته "كان نيك بطلاً، ظل يكافح السرطان وكان يفعل ما بوسعه لإدخال البهجة على الناس، سيتذكر المئات الذين سعدوا بصداقته وابتسامته الرائعة وضحكته العالية".