موضوع: رمضان و القرآن الكريم الخميس 09 سبتمبر 2010, 09:53
بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته رمضان والقرآن الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا [الكهف:1] أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أخشى الناس لربه، وأتقاهملمولاه، وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: ففيرمضان يقبل كثير من الناس على كتاب الله تعالى قراءة وحفظاً، وأحياناًتفسيراً وتدبراً، وما ذاك إلا لأن رمضان موسم للخيرات، تتنوع فيه الطاعات،وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين، وفتحت أبواب الجنان، وغلقت أبوابالنيران. ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185]، وكان جبريل يدارس فيه رسول الله القرآن، فالحديث عن القرآن في رمضان، له مناسبته وله خصوصيته لا سيما مع إقبال الناس عليه. من فضائل القرآن 1 - أنه هدى: وصف هذا القرآن بأنه هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة:2] أي: يهتدون بآياته ومعانيه؛ حتى يخرجهم من ظلمات الشرك والجهلوالذنوب إلى نور التوحيد والعلم والطاعة. يهتدون به فيما يعود عليهمبالصلاح في دنياهم وأخراهم كما قال الله سبحانه: إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُالْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراًكَبِيراً [الإسراء:9]. 2 - أن عِبره أعظم العبر، ومواعظه أبلغ المواعظ، وقصصه أحسن القصص: كما في قول الله تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَهَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف:3]. 3 - أنه شفاء: كما في قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْوَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [ يونس:57]. شفاءللصدور من الشبه والشكوك والريب والأمراض التي تفتك بالقلوب والأبدان؛ولكن هذا الشفاء لا ينتفع به إلا المؤمنين كما في قول الله تعالى: وَنُنَزلُ منَ القُرآن مًا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَلِمِينَ إلا خَساراً [الإسراء:82]، وقال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء [فصلت:44] [ انظر تفسير ابن كثير 2/256]. 4 - أنه حسم أكثر الخلاف بين اليهود والنصارى في كثير من مسائلهم وتاريخهم وأخبارهم: كاختلافهم في عيسى وأمه عليهما السلام، واختلافهم في كثير من أنبيائهم، قال الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَالَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌلِّلْمُؤْمِنِينَ [النمل:77،76] [انظر تفسير ابن كثير 3/795]. فأهل الكتاب لو كانوا يعقلون لأخذوا تاريخهم وأخبار سابقيهم من هذا الكتاب الذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ [فصلت:42]. لكن كيف يفعل ذلك أهل الكتاب، وكثير من المؤمنين قد زهدوا في كتابهم، وتبعوا اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة؟! فالمؤمنبهذا الكتاب يمتلك من أخبار الصدق ما لا يمتلك اليهود والنصارى عن دينهمالذي زورت كثير من حقائقه وأخباره على أيدي أحبار السوء، ورهبان الكذب. 5 - أن القرآن العظيم حوى كثيراً من علوم الدنيا تصريحاً، أو تلميحاً، أو إشارة، أو إيماء:ولا يزال البحث العلمي في علوم الإنسان، والحيوان، والنبات والثمار،والأرض، والبحار، والفضاء، والأفلاك، والظواهر الكونية والأرضية يتوصل إلىمعلومات حديثة مهمة، ذكرها القرآن قبل قرون طويلة؛ مما جعل كثيراً منالباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون. وقد قال الله تعالى: وَنَزَلنَا عَلَيكَ الكِتَابَ تِبيَاناً لِكُلِ شَىٍء [النحل:89] وقال سبحانه: مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ [الأنعام:38]. فكل ما يحتاج إليه البشر لإصلاح حالهم ومعادهم موجود فيالقرآن كما دلت على ذلك هاتان الآيتان. ولا يعني ذلك الاكتفاء به عن السنةالنبوية؛ لأن من اتبع القرآن، وعمل بما فيه لابد أن يأخذ السنة ويعمل بمافيها؛ ذلك أن القرآن أحال على السنة في كثير من المواضع كما في قول اللهتعالى: وَمَا آتاكُمُ الرسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فانتهُوا [الحشر:7] وقوله سبحانه: مَن يُطِعِ الرَسولَ فقَد أطاعَ اللّهَ [النساء:80] وبين سبحانه وتعالى أن من أحبه فلا بد أن يتبع رسوله كما في قوله سبحانه: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران:31] واتباع الرسول متمثل في الأخذ بسنته، والعمل بما فيها. 6 - يتميز القرآن بميزة تظهر لكل أحد وهي: سهولة لفظه، ووضوحُ معناه: كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [القمر:17]. قالابن كثير رحمه الله تعالى: ( أي سهّلنا لفظه، ويسَّرنا معناه لمن أراد؛ليتذكر الناس ) [تفسير ابن كثير:4/411]. وقال مجاهد: ( هوَّنا قراءته )[تفسير الطبري:27 /96]، وقال السدي: ( يسَّرنا تلاوته على الألسن ) [تفسيرابن كثير:4/411]، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: ( لولا أن اللهيسَّره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عزوجل ) [تفسير ابن كثير:4/411]. وقال الله سبحانه وتعالى: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً [مريم:97]. وهذهآية من أعظم الآيات، ودليل من أوضح الأدلة على عظمة هذا القرآن وإعجازه؛فحفظه وإتقانه أيسر وأهون من سائر الكلام. وقراءته ميسرة؛ حتى إن بعضالأعاجم ليستطيع قراءته وهو لا يعرف من العربية سواه، وحتى إن كثيراً منالأُميين لا يستطيع أن يقرأ غيره. وأماالمعنى: فتجد أن كلاً من الناس يأخذ منه حسب فهمه وادراكه؛ فالعامي يفهمهإجمالاً، وطالب العلم يأخذ منه على قدر علمه، والعالم البحر يغوص فيمعانيه التي لا تنتهي؛ حتى يستخرج منه علوماً وفوائد ربما أمضى عمره فيسورة أو آيه واحدة ولم ينته من فوائدها ومعانيها. قيل إن شيخ الإسلام أبا إسماعيل الهروي رحمه الله تعالى عقد على تفسير قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ [الأنبياء:101] ثلاثمئة وستين مجلساً [السير للذهبي: 18/ 514]. وتصانيف العلماء في سورة أو آية واحدة كثيرة ومشهورة؛ وما ذاك إلا لغزارة المعاني والعلوم التي حواها هذا الكتاب العظيم. لماذا أنزل القرآن؟ المقصود الأعظم من إنزاله: فهم معانيه، وتدبر آياته، ثم العمل بما فيه كما قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [ص:29] وقال تعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا [الفرقان:50] وقال سبحانه: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراًً [النساء:82] وقال تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]، وكلما كثر تدبر العبد لآياته عظم انتفاعه به، وزاد خشوعه وإيمانه. ولذا كان النبي أخشع الناس وأخشاهم وأتقاهم؛ لأنه أكثرهم تدبراً لكلام الله تعالى. قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( قال لي رسول الله : { اقرأ عليّ القرآن } فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: { إني أشتهي أن أسمعه من غيري }، قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت فَكَيفَ إذَا جِئنَا مِن كُلِ أُمَةِ بِشَهِيدِ وَجِئنَا بِك عَلَى هَاؤُلآءِ شَهِيداً [النساء:41] رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل ) [رواه البخاري:5505، ومسلم:800]. ولاشك في أن تدبر القرآن والانتفاع به يقود إلى الزهد في الدنيا، والرغبة فيالآخرة، يقول الحسن رحمه الله: ( يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثمآمنت به ليطولن في الدنيا حُزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن فيالدنيا بكاؤك ) [نزهة الفضلاء:1/ 448]. كم اهتدى بهذا القرآن من أناس كانوا من الأشقياء؟ نقلهم القرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن الضلال إلى الهدى، ومن النار إلى الجنة. قوم ناوؤوا رسول الله ،وناصبوه العداء، وأعلنوا حربه؛ سمعوا هذا القرآن فما لبثوا إلا يسيراً حتىدخلوا في دين الله أفواجاً، ثم من أتى بعدهم كان فيهم من كان كذلك،وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة. ولعلمن عجائب ما يذكر في هذا الشأن: قصة توبة الإمام القدوة الفضيل بن عياضرحمه الله تعالى؛ إذ كان شاطراً يقطع الطريق، وكان سببُ توبته أنه عشقجارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها؛ إذ سمع تالياً يتلو قول الله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد:16] فلما سمعها، قال: بلى يا رب ! قد آن، فرجع، فآواه الليل إلىخربة، فإذا فيها سابلة - أي قافلة - فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتىنصبح؛ فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، وقلت: ( أنا أسعىباليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني، وما أرى الله ساقنيإليهم إلا لأرتدع، اللهم إني تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام )[نزهة الفضلاء:2/ 600]. فرحمالله الفضيل بن عياض، قادته آية من كتاب الله تعالى إلى طريق الرشاد فكانمن العباد المتألهين، ومن العلماء العاملين، فهل نتأثر بالقرآن ونحن نقرؤهونسمعه بكثرةٍ في هذه الأيام؟! هل ينتفع أهل الكفر والعصيان بالقرآن؟ الكفار لا ينتفعون بالقرآن بسبب إعراضهم عنه، وتكذيبهم له. وأما أهلُ المعاصي والفجور فهم أقلُ انتفاعاً به بسبب هجرانهم له، وانكبابهم على شهواتهم، قال الله تعالى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَىقُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَاذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْنُفُوراً [الإسراء:46،45]. هذا حال الكفار والمنافقين قد حجبوا عن الإنتفاع به. أما أهلُ المعاصي فقد اكتفوا بغيره بديلاً عنه حتى هجروه؛ لذا عظمت شكاية الرسول إلى الله تعالى منهم كما في قول الله سبحانه: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان:30] ذكر ابن كثير رحمه الله: ( أنهم عدلوا عنه من شعر أو قول أوغناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره ) [تفسير ابن كثير:3/ 507]. وكممن أناس في هذا الزمن ولعوا بالغناء والمعازف حتى لا تفارق أسماعهم!وهجروا كلام الله حتى لا يطيقون سماعه، ولا تجتمع محبة القرآن ومحبةالغناء في قلب واحد. بيوت يُحيى ليلها، ويقضى نهارها في سماع الغناء والمعازف؛ حتى إن أصواتها لتنبعث من وراء الجدران؛ مبالغة في الجهر والعصيان. بيوتخلت من ذكر الرحمن، وعلا ضجيجها بمزمار الشيطان؛ حتى انتشرت الشياطين فيأرجائها وأركانها، وجالت في قلوب أصحابها؛ فحرفتهم عن سبيل الهدى والرشادإلى سبيل الغي والفساد، فكثرت فيهم الأمراض النفسية، والإنفعالات العصبية،والأحلام المزعجة فكانوا كمن قال الله تعالى فيهم: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِأُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُالْخَاسِرُونَ [المجادلة:19]. ويخشى على من كان كذلك أن يختم له بالسوء، وأن ينعقد لسانه حال إحتضاره عن شهادة الحق، وقد اشتهرت حوادث كثيرة في ذلك. وما راجت سوق الغناء والمعازف، وكثر المغنون والمغنيات إلا بسبب كثرة السامعين والسامعات فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. أماأهل الإيمان والقرآن ففرحهم بلقاء ربهم لا يوصف؛ عظموا كتاب الله عز وجلفرزقهم الله حسن الختام، وأكثروا قراءته وتدبره والعمل به؛ فاستقبلتهمالملائكة في مواكب مهيبة، تبشرهم بالرضى والجنان، فشوهدوا حال إحتضارهموهم في أمن وطمأنينة. هذاالإمام المقرىء المحدثُ الفقيهُ أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى لماحضرته الوفاة بكت أخته ! فقال لها: ( ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقدختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة ) [نزهة الفضلاء:675]. فهل يستوي هذا مع من سمع آلاف الأغاني، وقضى آلاف الساعات في العصيان؟ كلا والله لا يستويان. وممايؤسف له أن يربى الأولاد الصغار على الأغاني والمعازف، ويفاخر بهم في هذاالشأن كما يفاخر أهل القرآن بأولادهم في حفظ القرآن!! وتلك مصيبة أن يربىأهل القرآن على مزمار الشيطان، وكان الأولى؛ بل الواجب أن يربوا على كلامالله تعالى. ورمضان أنزل فيه القرآن، وهو فرصة لإحياء مساجدنا وبيوتنابكلام الله تعالى، لا سيما مع إقبال الناس على القرآن. وينبغيللصائمين ألا يذروا في بيوتهم شيئاً يزاحم القرآن، لا سيما إذا كان يعارضهويناقضه، كما هو الحال في كثير من البرامج الفضائية والتلفازية التي ينشطأهل الشر في عرضها وتزيينها في رمضان؛ بقصد جذب المشاهدين إلى قنواتهم،والتي لا تزال تزاحم القرآن والذكر وسائر العبادات في هذا الشهر العظيم. أسألالله الغفور الرحيم أن يتغمدنا برحمته، وأن يصلح سرنا وعلانيتنا، وأنيجعلنا من عباده المقبولين، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين. دمتم برعاية اللهإبراهيم بن محمد الحقيل دار ابن خزيمةالمصدرhttp://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=310&wrd=القرآن الكريم
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل