الحارث بن عباد شاعر وفارس جاهلي شهير، من فحول شعراء الطبقة الثانية، وأمير بني يشكر. كان الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بني بكر (توفي سنة 74 ق. هـ - 550 م) أحد سادات العرب وحكمائها، وشاعراً مقلاً ومجيداً، وفارساً لا يشق له غبار. اشتهر بالحكمة، والتوسط بين قومه بني بكر، وبين أبناء عمهم بني تغلب، وشهد مقتل كليب بن ربيعة التغلبي على يد جساس البكري عمرو بن مرة البكري، واندلاع حرب البسوس بين تغلب وبكر، فاعزلها مع قبائل من بكر، لكنه سعى بين الطرفين المتصالحين بالصلح طوال فترة الحرب التي دامت أربعين عاماً.
محمد عبدالله اشتهرت عنه قصيدته التي يقول فيها: قربا مربط النعامة مني، قاصداً فرسه الشهيرة والمسماة بالنعامة ،فأتوا له بها فقام بجز ناصيتها وقطع ذَنَبَها ،فسنَّ بذلك سنة جاهلية لمن أراد الأخذ بثأره، ودعى لحرب تغلب، وهذه بعض ابيات القصيدة والتي يكرر فيها " قربا مربط النعامة مني أكثر من خمسين مرة :
قال الحارث بن عباد بعد علمه بمقتل ابنة
أوصل استهتارهم بدمائنا
ان يقتلُ " بشسع نعلِ كُليب "
جبيرا ً بشسعِ نعلِ كُليب؟؟
لم يقلها انسانا ً من قبل
والذي قالها لن يعيش ليقُلها مرهً اخرى
أقسم لأقتلنَ بهِ عدد النجـوم والحصاء والرمال
أقسم لأقتلنَ بهِ عدد النجـوم والحصاء والرمال
قصيدة (الحارث بن عباد) من أشهرقصائد حروب الجاهلية
تلك الحروب التي استمرت سنوات طوال قتل فيها البشر وهلَكَ فيها الزرعُ والضرعُ
قالها أثناء ( حرب البسوس ) حينما قَتَل (المهلهل بن ربيعة ) (والذي يعرف بالزير) (جبير بن الحارث)
وقال إنه قتله (بِشسع نعل كليب)
فأجبر ذلك (الحارث) على أن يخوض تلك الحرب
رغم محاولاته المستميتة للابتعادعن أُسوارِها ..
دخل الحربَ طالباً للثأر ، إذ شَّمر عن ساعديه وارتجل قِصيدته الشهيرة
التي كرر فيها قوله (قربا مربط النعامة مني ،
والنعامة فرسه ،فجاؤوا بها إليه ، فَجزَّ ناصيتها وقطع ذَنَبَها ،
فسنَّ بذلك سنة جاهلية لمن أراد الأخذ بثأره ،
بدع الحارث ابن عباد
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِمِنّي … لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لَيـسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … جَـدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لِلسُرى وَالغُـدُوِّ وَالآصالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لِاِعتِناقِ الأَبـطالِ بِالأَبطالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … وَاِعـدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لِجَبيرٍ مُفَكِّكِ الأَغـلالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لِكَـريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمـالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي … لِجَبيرٍ فـداهُ عَمّي وَخالي
وجواب الزير سالم
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … لِكُلَيْـب الَّـذِي أَشَابَ قَذَالِـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … وَاسْأَلاَنِـي وَلاَتُطِيـلاَ سُؤَالِـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … سَوْفَ تَبْدُو لَنَـاذَوَاتُ الْحِجَـالِي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … إنَّ قولـي مطـابـقٌ لفعـالـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … لِكُلَيْـبٍ فَدَاهُ عَمِّـي وَخَـالِـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … لأِعْتِنَـاقِ الكُمَـاة ِوَالأَبْـطَـالِي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … سـَوْفَ أُصْلِي نِيـرَانَ آلِبِـلاَلِي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … إنْ تَلاَقَـتْ رِجَالُهُـمْ وَرِجَالِـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … طَالَ لَيْلِـي و َأَقْصَـرَتْ عُذَّالِـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … لَبَكْرٍ وَأَيْـنَ مِنْكُـــمْ وِصَالِـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … لِنِـضَـالٍ إِذَا أَرَادُو انِضَـالِـي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … لقتيــلٍ سفتـهُ ريـحُ الشمـالِي
قربـا مربـطَ المشهـرِ مـنـي … مـعَ رمـحٍ مثـقـفٍ عـسـالِي
قربـامربـطَ المشهـرِ مـنـي … قـربـاهُ وقـربـا ســربـالـي
منقووول