من الأصوات التي حباها الله من فضله بالموهبة، والطلاوة، والقدرة
على تلاوة آيات الكتاب الحكيم من أعماق القلوب، لتصل إلى قلوب المسلمين
كافة، في مشارق الأرض ومغاربها .
إنه واحد من جيل المقرئين
الرواد، الذين نذروا حياتهم لخدمة القرآن الكريم، تلاوة وتجويدًا، قراءة
وإقراء، واضعين نصب أعينهم، قوله صلى الله عليه وسلم: (
خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري
.
نشأ قارئنا في ريف من أرياف مصر، وحفظ القرآن في سن
مبكرة في حياته، واستمع لأصوات كبار المقرئين في وقته، كالشيخ محمد رفعت ، والشيخ مصطفى
إسماعيل ، وغيرهما، وتأثر كثيرًا بالقارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ، الذي كان يرى فيه المثل
الأعلى، والقدوة الحسنة في مسيرته القرآنية .
في عام 1939 اختير
الشيخ مقرئًا في الإذاعة المصرية، التي من خلالها انتقل صوته إلى أرجاء
العالم الإسلامي كافة شرقاً وغرباً .
وكان منهجه في الحياة قائماً
على الوسطية والاعتدال في كل شيء، وكان شعاره الذي سار عليه، وعمل لأجله
يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبذ ما سوى ذلك .
وكان
من دعائه دائماً: "يا رب لا تحرمني من خدمة كتابك حتى ألقاك". وقد استجاب
الله دعوته، وجعله سفيراً للقرآن في كل مكان حلَّ به .
سافر الشيخ أبو العينين إلى العديد من أقطار العالم العربي
والإسلامي، تالياً لكتاب ربه، وداعياً إلى دينه، بالحكمة والموعظة الحسنة؛
كما لبى الشيخ أبو العينين دعوة من الراحل
الشيخ عبد الله الأنصاري لزيارة دولة قطر في
الستينات من القرن المنصرم، وقرأ فيها ما تيسر له من القرآن .
ومن
مآثر الشيخ أبي العينين رحمه الله دعوته
المستمرة للدول الإسلامية إلى تحفيظ القرآن الكريم للشباب منذ مرحلة
الطفولة، لما للقرآن الكريم من دور أساس في بناء النفس الإنسانية، وإرساء
معالم الشخصية الإسلامية، وهو يرى أن الأمة لو حفظت كتاب ربها فسوف يحفظها
الله من كل المؤامرات التي تحيق بها...نسأل الله أن يوفق المسلمين لكل خير،
ويحفظ عليهم دينهم، آمين .