موضوع: أحلام طائشة قصة رائعة الجمعة 05 فبراير 2010, 09:06
بسم الله الرحمان الرحيم
أحلام طائشة كانت صغيرة جميلة ، قويمة الجيد، ممشوقة القد ، تمشي مشية الطاووس تثير إعجاب النساء قبل إعجاب الرجال ، ابتسامتها تبرز فلجة بين أسنانها البراقة البيضاء ، كانت أحلامها كبيرة أكبر من سنها ، تعلقت بحبال الوهم الكاذب ، لطالما فكرت في السفر إلى عاصمة الخليج ، دبي دانة الدنيا ، غرها بريق ذهبها الأصلي من عيار الأربعة والعشرين قيراطا ، والعباءات الحريرية السوداء ، ورائحة البخور و المسك والعنبر . في السوبرماركت التقت أحلام بصديقتها خديجة ، رأتها تدفع عربة التسوق مملوءة باللحوم و الحلويات والمرطبات ، استرجعت ذاكرتها إلى الوراء ، أهذه هي خديجة التي أعرفها لقد تغير شكلها ، أعرفها متسخة متعفنة ، كانت تستلف مني الحذاء اللامع و السروال الأسود ، كنا نلقبها بخويديجة المجرابة ، كيف تغير حالها بنسبة مائة وثمانين درجة ، ماذا حصل ما الجديد ؟ ما السر في هذا البهاء و الجمال ؟ استدارت أحلام و التفتت يسارا بحلقت في خديجة ، أظهرت ابتسامة عريضة وقالت أأنت خديجة ؟ تسمرت خديجة برهة أمام هذه المفاجأة ، عرفتها ، عانقتها بشدة ، سمعت أحلام جلجلة الدماليج في يدها وبريق السلسلة الذهبية العريضة المعلقة في عنقها ، يظهر عليها آثار النعمة والخير الوفير. تذكرتا أيام المدرسة واللقاءات السرية مع شبان الحي ، وأيام ( الكاسكروط عند با سعيد مول الطون ) تبادلتا أرقام الهواتف ، ضربت خديجة لأحلام موعدا في بيتها المجاور للكورنيش ، خاطبتها بلهجة خليجية نريد أن نشرب شايا أو قهوة على نخب لقائنا من جديد لنعيد أيام الماضي التليد ،إنني أشتاق لإحياء هذه الذكريات . طال الليل السرمدي على أحلام ، تحسبه بالدقائق و الثواني ، تدخل إلى فراشها تغطي رأسها ، يسرح بها خيالها في فضاء مهرجانات التسوق في دبي التي تسمع عنها في التلفزيونات ، وجزيرة النخلة الاصطناعية التي شاهدتها على الفضائيات ، تفصل وتخيط ، تصول وتجول في عالم من الأوهام و الأحلام ، متى يأتي اليوم الذي أصعد فيه سلم الطائرة ، أودع فيه الفقر ، و السكن مع الجيران كالفئران ، ماذا ينقصني ؟ أنا أجمل منها ، أنا أبيض منها ، شعري أسود طويل يصل إلى ركبتي ، أنا أجمل من عارضات الأزياء . استيقظت أحلام باكرا ، وقفت أمام المرآة ساعتين من الزمن ، لبست طقم الجينز الجديد ، أظهرت مفاتنها ، حضرت نفسها للموعد كأنها عروس في ليلة زفافها . خرجت للشارع المجاور ، استقلت تاكسيا أحمر وصلت إلى بيت صديقتها ، رحبت بها و أدخلتها إلى الصالون المؤثث بأبهى المفروشات و أزهى الديكورات ، التفتت يمينا رأت رجلا ضخم الجثة عريض الرقبة ، يلبس دشداشة إماراتية وعلى رأسه مسرا ملونا بالأبيض والأحمر ، نهض من مكانه ، احمر وجهه ، حدق جيدا في أحلام ، تلعثم في الكلام وقال : ما هذا الجمال ؟ أنت ملاك ، ردت عليه وقالت : أنا اسمي أحلام وليس اسمي ملاكا ، بخبثه ، وسرعة بديهته أحس بسذاجتها وعفويتها ، واعتبرها طعما سهلا يمكن الانقضاض عليه في أي وقت وحين . كانت نظرات الخليجي لا تفارق عيون أحلام ، كان كلما تحركت حرك رأسه ، يتأملها نائمة بين ذراعيه ، طال انتظاره ، قل صبره ، قالت له خديجة : ما رأيك في أحلام ؟ رد عليها باللهجة الخليجية قائلا : أنا و الله ماني رايح لبلادي إلا و معي أحلام ، إنها حلمي الضائع الذي كنت أبحث عنه من زمان ، ما هذا الجمال ياحرمة ؟ أين كانت مختبئة ؟ أعجبت أحلام بهذا الكلام المنمق الجميل ، كلام النسناس الذي يشبه كلام الناس ، لقد ارتاحت و اطمأنت في بيت صديقتها ، التي تعرف تمام المعرفة بأن أحلاما لا تفرق بين زيد وعبيد،لم تكن أحلام تعلم بأن هذا البيت مستأجر لارتكاب جريمة بطلها ذئب بشري وحرباء ليست كمثل النساء ، تتاجر في أعراض الفتيات الساذجات . ذهبت خديجة إلى المطبخ أحضرت وجبة دسمة فيها ما لذ وطاب من المأكولات و المشروبات ، كانت أحلام تشم رائحة اللحم المشوي ، لا تأكله إلا في عيد الأضحى و المناسبات ، رفعت صوتها وقالت لخديجة : أتريدين أن أمد لك يد المساعدة ؟ قالت لها خديجة : بل اجلسي مع ضيفك و احك له شيئا عن نفسك ، ربما يلتقي الود بينكما ، أنا لا أريد من هذه العلاقة إلا الخير ، إن الظروف في البلد لا تلبي كل حاجيات الإنسان ، و المتطلبات و الحاجيات تتطور كل يوم ، و نحن كم سنعيش في هذه الدنيا ,استرسلت خديجة قائلة : جربي حظك مع هذا الخليجي ، إنه رجل ذا صيت وجاه ، بإمكانه أن يأخذك معه إلى الإمارات . ارتاحت أحلام لهذا الكلام المعسول ، ثقل لسانها عن التعبير ، تبتسم وتحرك رأسها وعلامات الفرحة مرسومة على وجهها ، شدها الشوق للسفر وركوب الطائرة وتصبح من النساء الغنيات . أعدت خديجة طاولة الطعام وضعت منوما شديد الفعالية في مشروب أحلام ، نادت بصوت مضطرب تعلوه رعشة الخوف و الرهبة ، إن الطاولة جاهزة احضرا لنتناول الطعام ، تقدمت أحلام تمشي حافية القدمين على السجاد التركي و الخليجي القصير المدكوك من ورائها يتفحص مفاتنها ، ويتغزل بها ، وهي تتغنج معجبة بنفسها و تتمايل مبرزة رشاقتها متأكدة من جمالها . وفجأة و على حين غرة مد يده إلى كأس العصير البارد وقال : نشفت ريقي يا حرمة سأبلل فمي بهذا المشروب البارد ، وبعد دقائق قليلة سقط الرجل على الأرض مغميا عليه أمام أعين خديجة ، و انكشفت حيلتها الخبيثة ،وحينها أدركت أحلام مكيدة صديقتها وخرجت مهرولة إلى الشارع في ذهول .
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل
عدد مشاهدات هذا الموضوع هو
مرة
عدد مشاهدات جميع مواضيع الموقع
مرة
عدد مشاهدات جميع صفحات الموقع
مرة
le_lion أساسي بخمس نجمات
عدد المساهمات : 826 https://massail.forum.st
موضوع: رد: أحلام طائشة قصة رائعة الثلاثاء 23 فبراير 2010, 05:37
جزاكم الله خيرا
مواضيع مميزة
نعم لرقي و ازدهار المنتدى
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل
عدد مشاهدات هذا الموضوع هو
مرة
عدد مشاهدات جميع مواضيع الموقع
مرة
عدد مشاهدات جميع صفحات الموقع
مرة
nisrine15 عضو فضي
عدد المساهمات : 1220
موضوع: رد: أحلام طائشة قصة رائعة الخميس 25 فبراير 2010, 02:17
السلام عليكم
مواضيع مميزة بارك الله فيك
ننتظر المزيد من أعمالك
و شكرا مرة أخرى
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل
عدد مشاهدات هذا الموضوع هو
مرة
عدد مشاهدات جميع مواضيع الموقع
مرة
عدد مشاهدات جميع صفحات الموقع
مرة
hassan8 أساسي بخمس نجمات
عدد المساهمات : 827
موضوع: رد: أحلام طائشة قصة رائعة الأحد 25 أبريل 2010, 22:43
اقتباس :
أحسن الله إليك على المساهمة المفيدة
واصل سلمت يداك
ننتظر المزيد و شكرا
و السلام عليكم و رحمة الله
من أخوكم حسن
من فضلك ألصق هذا الكود في المكان الذي تريد أن تضع فيه مركز التحميل