ومنها : أن المعاصي تفسد العقل ، فإن للعقل نورا ، والمعصية تطفئ نور العقل ولا بد ، وإذا طفئ نوره ضعف ونقص .
وقال بعض السلف : ما عصى الله أحد حتى يغيب عقله ، وهذا ظاهر ، فإنه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى ، أو تحت قهره ، وهو مطلع عليه ، وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون إليه ، وواعظ القرآن ينهاه ، وواعظ الموت ينهاه ، وواعظ النار ينهاه ، والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها ، فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله ، والاستخفاف به ذو عقل سليم ؟