عبادة جليلة، وعادةٌ حميدة، وخُلُقٌ رائع، لا يتّصف به إلاّ أسياد الأمة، وأشراف الخلْق.
جزاءه بإذن رب الناس الجنّة، قال تعالى:{ تلك الدار الآخرة نجعلها للدين لا يريدون علواً في الأرض
ولا فساداً والعاقبة للمتقين} القصص (83).
التواضع هو لين الجانب للصغير والكبير، وهو خفض الجناح للمسيء والمقصّر، قال تعالى {واخفض جناحك للمؤمنين} الحجر (88).
هو الكلمة الحسنة الهادئة الهادفة، والابتسامة الصادقة النزيهة، والخطوة المتزنة الثابتة، والمعاملة الإسلامية التي أوصى بها نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم.
عن أنس رضي الله عنه قال:" إن كانت الأمة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت" رواه البخاري .
ولنا في تواضع رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة وهو أشرف وأجل من وطأت قدماه الأرض، والذي بُعِثَ رحمةً للعالمين فقد كان يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويعاون أهله في شؤون بيته، ويسلّم على الصغير، ويوقر الكبير، ويرعى الغنم، ويمشي في الأسواق .
وقيل قديماً "التواضع سلّم الشرف"
قال عدي بن أرطأة لإياس بن معاوية : إنّك لسريع المشية قال: ذلك أبعد من الكِبْر، وأسرع في الحاجة.
قال أحد الشعراء:
لعمرك ما الأشراف في كل بلدةٍ وإن - عظموا - للفضل إلاّ صنائعُ
أرى عظماء الناس للفضل خشّعاً إذا ما بدوا والفضل لله خاشعُ
تواضع لمّا زاده الله رفعةً فكل رفيع عنده متواضعُ
قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين } المائدة (54) .