سألتها عن الحبيب،
قالت:أخاف أن يرحل دونما سابق إشعار
فيتألم له القلب ويحتار
أ سئم رفقتي؟أم أنه لم يصب الاختيار
فيا لخيبة الأمل ويا لطول الانتظار
سألتها عن الصديق،
قالت:منهم من رحل ومنهم من هو باق يحفظ الأسرار
منهم من يستحق لقب الصديق ومنهم من إذا احتجته لاذ بالفرار
يا للزمن الغدار!فقد يأتي يوم يهجرني فيه جميع الأخيار
وأبقى وحيدة،فهل سأجد حينها من مستجار؟
سألتها عن الأم،
قالت:لا أتذكر حينما كانت تبدل حفاظاتي
لكنها استأثرت بعطفي وحناني
ويعجز لساني عن التعبير عما بفؤادي
رغم أن عقلي أحيانا كثيرة يعارض فؤادي
سألتها عن القلب،
قالت:حطموه وهو ما يزال فتيا فأصبح رمادا أسود،
وقتلوا بداخله الحلم قبل أن يولد
فأسره الحزن والبؤس إلى الأبد
سألتها عن الحلم،
قالت:حلمت و حلمت مرارا و تكرارا
فنما الحلم في أحشائي حتى استكمل الشهر السابع من عمره
ثم فقدته بعدها،فلم يكن له الحق في أن يكمل نموه
فتألمت الأحشاء لرحيله دون أن تراه يكبر
سألتها ثم سألتها...
فقالت:كفاك أسئلة
فان السؤال يشعل بصدري نيرانا ملتهبة
أحاول إطفاءها مذ قدمت إلى الدنيا
ولكن ككل مرة تأبى النيران إلا إن تبقى مشتعلة
فإلى متى؟لا أدري
فهل تدرون؟