قد طال غيابك يا رجلا
يحميني من سوء ظنوني
في حظي العاثر ونصيبي
في مجرى نهري وعيوني
يبعث في نفسي آمالا
غارقة في بحر شجوني
يخرجني من وهم خريفي
ويزلزل بالحب سكوني
ويجيب على أسئلة فؤاد
أضناه إليه حنيني
يكوي جرحي النازف
أنهارًا في غابات الليمون ِ
ينعشني كل صباح
ويقوم كـرُبَّان بشؤوني
***
يحجز تذكرتي
ويؤكد حجزي قبل غروب نهاري
ويُـؤمِّـن أمتعتي
وحقائب عمري في كل مطار ِ
ويشد حزامي فوق عظامي
ويفك رباط إساري
ويرافقني في رحلاتي
وأرافقه في الأسفار ِ
يحمل عني قلبي المتعب
ويصد هجوم الإعصار ِ
ويشاركني كل قرار
وأشاركه أي خيار ِ
ويسابقني وأسابقه
كالأمواج على الأنهار ِ
ويلاعبني وألاعبه
كحمام فوق الأشجار ِ
يُـسمعني أعذب كلمات
في الأيكة تحت الأمطار ِ
ينشد لي أغزل أشعار ِ
ويهدهدني في الأسحار ِ
***
يفهم طبعي
وحقائق تاريخي وتضاريس مزاجي
ويراعي طقسي ومناخي ..
صخبي وهديري وهياجي
ويواسي بعض مصاعب خَـلقي
مما يثقل أدراجي
يهتم بروحي وبعقلي
ينبهر بروعة مكياجي
ويراني كعروسة بحر
تتهادى بين الأمواج ِ
كملاك يلهمه شعرًا
كنسيم .. كالبحر الساجي
كالنجمة تومض أشواقـًا ..
تخفي ألغازًا وأحاجي
ويداعب قيثارة حبي
ويضيء دروبي وسراجي
***
يا سحب سمائي وغمامي
يا ماء حولي ثـَجَّاجا
لِـمَ تتركني أبقى وحدي ـ
بالقرب من النهر ـ ُأجاجا
وحدي والناس على الشط الضاحك
أزواجا أزواجا
وحدي والأطفال هنالك
أفواجا تتبع أفواجا
وحدي والعالم يتوالد حولي
يتخلـَّـق أمشاجا
وحدي أسرح من نافذة
تنتظر حنانا ولاَّجا
وحدي أحتفل بأمسية
تنشد ديوانا هـزَّاجا
وحدي أحلم أضحك أبكي
وأناجي طيفا مِـدلاجا
وحدي أندب عمرًا يجري
لم يترك أثرًا وهاجا
وحدي أسري مترجِّـلة
أفتقد بُـراقا مِـعراجا
***
يا فارس أحلامي
وذرا أملي يا بطل الشجعان ِ
لم لا تحمل درعي
فوق الفرس الجامح في الميدان ِ
لم لا تشهر سيفا هنديا
تقتل أمل الشيطان ِ
تكسر خطوته المفتونة ..
تقطع ألسنة النيران ِ
تملأ دلوك من ساقيتي
وترش لهيب النيران ِ
تهديني في ليلة عرسي
عقدا من زهر الريحان ِ
فستانا من نسج السوسن
لم تره عينا إنسان ِ
خاتم حب مزدان بسلام
من عند سليمان ِ
وتغوص ببحري أعماقا
لم تبلغها قدمُ الجان ِ
تستخرج من أصدافي
أغلى لؤلؤة للشطآن ِ
***
لم لا تتحرك يا جبلا
لم لا تطرق بابي عجلا
هل أعلن عن نفسي علنا
وأقدم ما أملك بدلا
خذ يا جنة حبي القادم
ما يطرد عنك الكسلا
خذ ما تملك عيني ويميني
وانـْـبُـتْ في أرضي نخلا
خذني كلي واترك من جذعك
ما أتفـيؤه ظلا
من يعطي الحب سيأخذه أضعافا
يا من قد بخلا
’’ من يزرع خيرًا يحصده ‘‘ ..
ما أروع ما ضربوا مثلا
إني لا أبخل في الحب
ولن أرضى في كرمي جدلا
***
سأبيع العالم من أجلك
يا حلما في ليلة صيفْ
فالعالم دونك مأساة
لم تعرف ألوان الطيفْ
سأضحي بحياة ملأى
بماذا ومتى والكيفْ
بحياة لا أصداء لها
عند ذوي القربى والضيفْ
بحياة تحرقها بيداء الوحشة
وهجير الحيفْ
في ظلك أشعر حتما
بالأمن الوارف زمن الخوفْ
أني امرأة يستهويها
الحب المشدود إلى السيفْ
تغريها الأحلام الحبلى
لا الجوفاء كغمد الزيفْ
***
من أجلك سأغني
للحب الزاهر في الزمن الآتي
للعصفور الطائر شوقا
وهياما في أيكة ذاتي
للطيف الراقص أشواطا
كل مساء مع خطواتي
للطفل الضاحك بين يديَّ
وفي أحشاء المرآةِ
سأغني للعش الموعود بطير
أعذب نغماتي
للأمل المتدلي كالعنقود
يكاد يلامس زهراتي
للفجر المعقود برأس الليل
المُـصْـدَع ِ من زفراتي
وألملم شعري المنثور ..
أزيِّـن ثانية خصلاتي
أنتظر قدومك بجنون ..
بدعاء لك في خلواتي
إن تسمعني يا غائب عني
فمتى ترحم آهاتي