متى تؤمن يا صاحْ
وهذا الشيب قد لاحْ
نذيراً بالندى صاحْ
بإمساء وإصباحْ
وها قد وضح الدربُ
لمن كان له قلب
به الإيمان لم يخبُ
ولم يصبُ
إلى دنيا سرابٍ في مناصبها
سرابٍ في ملاعبها
سراب في متاعبها
ونحن نخبُّ كالخيل
ونضبَحُ في مجاهلها
يرقل لاهثاً بالعيش
عالمُها كجاهلها
متى نؤمن يا صاحْ
وهذا الشيب قد لاحْ
وصَفْوُ العيش قد مرّ
وحُلوُ العيش قد مرّ
وما زلنا يخادع بعضنا بعضا
ويظلمُ بعضنا بعضا
ويقتل بعضنا بعضا
ولا نرضى
ولا نبقى ولا نَذرُ
ولا نثني العِطفَ جبّارين
إن مرّت بنا العبرُ
وتشفينا وتشقينا
بها الأحداث والغِيَرُ
وتُطوَى تلكم الصُّوَرُ
فلا عينٌ ولا اثرُ
ونحن بغمرة ساهونْ
إذ يلّتفتُ العُمُرُ
ونُصبح بعدُ أو نُمسي
مع الأموات في رمس
ومدروجين في كفن
بلحدٍ مرطبٍ عَفِن
وتبقى بعدنا الغرفاتُ
والأستار والكِللُ
وتغدر تلكمُ الوجنات والمُقَلُ
عليها الدود ينتقلُ
أهذا كلّ ما تجنيهِ
من دنياك يا رجلُ
لقد ضلّت بك السُّبُلُ
وغرّكَ بالهوى الأملُ
فما العملُ؟
إذا كذّبتَ في الدنيا
بما جاءت به الرُّسْلْ