جِئْتُها نازفَ الجراح ، فقالتْ: |
شاعرَ الحُبِّ والأناشيدِ .. ما بِكْ؟ |
ذاكَ منديليَ الصغيرَ .. فكفْكِفْ |
قَطَراتِ الأسى على أهدابِكْ |
نَمْ على زنديَ الرحيم .. وأَشْفِقْ |
يا رفيقَ الصبا .. على أعصابِكْ |
إرفعِ الرأسَ ، والتفتْ لي قليلاً |
يا صغيري ، أكْأَبْتَني باكتئابِكْ |
مُمْكِنٌ أن نظلَّ بعدُ صديقيْنِ |
تَفَاءلْ .. ألم تزلْ في ارتيابِكْ؟ |
*** |
ما تقولينَ ؟ كيفَ أحملُ جُرْحي |
بيميني .. كيفَ احتمالُ اغترابِكْ |
أينَ تَمْضينَ؟ كيفَ تَمْضينَ ؟ رُدِّي |
وأغانيَّ ضارعاتٌ ببابِكْ |
وببيتي من ضَوْء عَيْنَيْكِ ضوءٌ |
وبقايا من رائعاتِ ثيابِكْ |
أنتِ لي رَحْمةٌ من الله بيضاءُ |
أُحِسُّ السلامَ في أعتابِكْ |
أنتِ كوخُ الأحلام آوي إليهِ |
أَشربُ الصمتَ في حمى أعشابِكْ |
أنتِ شَطٌ أغفتْ عليه الهناءاتُ |
وقِلْعي حيرانُ فوق عُبابِكْ |
أنتِ حَانُوتُ خمرتي إن طغى الدهرُ |
وجدتُ السلوانَ في أكوابِكْ |
أنتِ كَرْمى الدفيقُ .. لو يُعْبَدُ الكرْمُ |
عَبَدتُ النيرانَ في أعنابِكْ |
*** |
مَسَحَتْ جبهتي .. بأنْمُلِها الخَمْس |
وفَكَّتْ لي شعريَ المتشابِكْ |
يا صديقي وشاعري : لا تُمَكِّنْ |
قَبْضَةَ اليأس من طُمُوح شبابِكْ |
أنتَ للفنّ .. قد خُلِقْتَ وللشِعْر .. |
سَيَهْدي الدُنيا بريقُ شهابِكْ |
أنا دَعْني أسيرُ .. هذا طريقي |
وامْشِ يا شاعري إلى محرابِكْ |
ما خُلِقْنا لبعضنا .. يا حبيبي |
فابقَ للفنِّ .. للغِنَا .. لكتابِكْ.. |