الحمد لله
لا يجوز النظر إلى الصور الفاضحة التي تعرض مفاتن المرأة ، سواء في مواقع
الانترنت
أو في الجرائد أو المجلات أو غيرها ، وذلك لأن النظر إليها وسيلة إلى
التلذذ بها
ومعرفة ذات الصورة ومعرفة جمالها .
وهذا قد يكون وسيلة إلى الحصول عليها فيحرم ، لأن الوسائل لها أحكام
الغايات (
فتاوى اللجنة الدائمة 2424 ) بتصرف
ولقد تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة أنها
صورة لا
حقيقة لها ، وهذا أمر خطير جدا ، لأنه لابد أن يكون من ذلك فتنة على قلب
الرجل
تجره إلى أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة ، وقد قال تعالى : {
قل للمؤمنين يغضوا
من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم } [النور:30]. (مجموع فتاوى
ورسائل ابن
عثيمين2/268) بتصرف .
ويمكنك أيها الأخ مساعدة صديقك للابتعاد عن هذا الأمر بإدامة النصح له
وتخويفه
بالله تعالى وأنه مطلع عليه لا يخفى عليه من أمره شيء ، وتذكيره بنعمة الله
تعالى
عليه بأن رزقه بصرا يرى به ما ينفعه ، وحرم عليه أن يستعمله في النظر إلى
ما حرم
الله ، وهو جل جلاله سائله عنه ، ولذلك ختم الله تعالى الآية السابقة بقوله
: {
إن الله خبير بما يصنعون } [النور:30] ، وقال
تعالى :
{
كل
أولئك كان عنه مسؤولا } [الإسراء:36]
ولو تأمل العاقل وهو ينظر إلى هذه الصور المحرمة الفاتنة لأدرك أنه لا يجني
من
وراء هذه النظرات إلا الحسرات والآلام والآهات ، إذ لا يستطيع أن يظفر
بحقيقة هذه
الصور ، وصدق الشاعر إذ يقول :
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا |
|
لقلبك يوما أتعبتك المناظر |
رأيت الذي لا كله أنت قادر |
|
عليه ولا عن بعضه أنت صابر |
وقال آخر :
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها |
|
فتك السهام بلا قوس ولا وتر |
والمرء ما دام ذا عين يقلبها |
|
في أعين الغير موقوف على الخطر |
يسر مقلته ما ضر مهجته |
|
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر |
فتبين أنه ليس من وراء النظر إلى هذه الصور الفاضحة إلا سخط الله وضياع
الوقت
والمال في غير مرضاته ، وتعذيب النفس .
والواجب على المسلم أن يقبل على طلب العفاف بالنكاح ، وبذل الأسباب لذلك .
وترك رفقاء السوء الذين قد يكون لهم أثر سيء في التعرف والحث على تصفح مثل
هذه
المواقع السيئة .
وليشغل الإنسان وقته بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه ، كحفظ كتاب الله
وحضور
مجالس الذكر ، وتصفح المواقع التي تعرض الفائدة والعلم الصحيح النافع .