عندما فتح خيري صبور باب بيته ظهرا فاجأه ابنه الأصغر ككل يوم وأراد معانقته،لكنه مر بجانبه وتفادته
نظرات الأب التي تعلقت بباب غرفة نومه وأخذت تجر أقدامه المرتعبة حتى غاب...فتح الجريدة بسرعة ويده تبحث عن الصفحة الثالثة ثم تهاوى الرجل على السرير.أحس بالعضلة تتشجنج تحت ثقل ظهره.
-حسنا.حسنا أنا قادم.قال خيري وهو يعيد الجريدة تحت ملابسه كمراهق ويركض نحو المائدة.وتحركت العضلة من جديد لما رأى الطعام.
*********
-عضلة يا زهدي عضلة..أجاب خيري كاتبه داخل المقهى.ليست عظما وليست وهما.ما أسعد أمك بغبائك أم تراك تهزأ بي؟
-لا سيدي...وأين ظهرت سيدي؟
-هيا انهض واخبر الجميع أيها اللئيم فهذه فرصتكم وكل من في الشركة سيفتح صنابير غله وحسده علي.لكنني سأربيكم من أجل ذلك.
-سيدي..سأحترمك وأطيعك حتى لو كانت ذيلا أو قرنا.تأكد من ذلك.
-أنت ألأم مما تصورت.من أخبرك أيها الثرثار.تكلم،تتآمرون علي بالليل والنهار.
*************
نعم...نعم...أجل سيدي.احتراماتي سيدي،رد خيري صبور على المدير الاكبر للشركة وهو ينحني داخل غرفة مكتبه ثم وضع السماعة.لقد تحركت من جديد.خاطب نفسه...تتحرك كلما كلمت مسؤولا كبيرا...الفضيحة لم أعد أستطيع التحكم بها.كانت العضلة الجديدة خلف ظهره ترتعد وخجل خيري من منظر البذلة وهي تتراقص تحت تأثير اهتزازات العضلة.ولم تسكن إلا عندما أمسكها بين أصابع يده بقوة ما جعل كاتبه يفشل في خنق ضحكته وهو يقترب من المكتب...هيا تكلم أيها الغبي؟
-سيدي.رأيت من اللازم أن تعرف أن....يشارككم شرف الحصول على وسام العضلة.
-لقد كلمني منذ وهلة وظننت نفسي أول من يعلم.صدق من قال إذا أردت الأدوار العليا فلابد أن تصاحب بواب العمارة.ألا يخفى عنكم شيء؟
-خادمك سيدي وطوع أمرك...سيدي...ربما أعرف شخصا يخلصك منها.
-ولماذا تصمت؟
-له شروط سيدي...يقول هذا الطبيب المعالج أنها تَظهرعــــــــ...ـــــــــنــــــ...ـــــــد...؟
-تكلم قبل أن ينفذ صبري.
-تظهرعند المختلسين والمنافقين سيدي.
تصدت يد المسكين لمنفضة السجائر التي كانت تتجه نحو وجهه ثم فر باتجاه الباب..
-اسمع يا كلب قال خيري...وهل يعالجها حقا؟
**************
ابتسم خيري بمرح وأنصت كالمهتمّ لمجاملات كاتبه :
ما أجمل الفرحة وقد عادت لوجهكم سيدي..لقد تغلبت على المحنة.
-الفضل لخبرائنا النجباء...العباقرة.لن أخفيها بعد اليوم.لقد أرسلت في طلب بذلة على الصيحة الجديدة.
-رأيتها في المجلة سيدي.ستبدو أنيقا.فكرة الثقب خلف السروال ذكية..كل من رآك سيحسبك طاووسا .
-لا تبالغ ذيلي ليس بهذا الحجم..عليك أن ترى ذيل مدير الشركة الأكبر.
**************
في البيت كانت زوجة خيري صبور تداعب ذيله العجيبة بحنان...كم هي لطيفة هذه التسمية
الجديدة...الخامس الذي ظهر...روعة.عبارة ساحرة يا خيري.
-إنه دهاء المفكرين.شاب ذكي طموح عبث بالكلمات فصنع الفرق،وإلا لكنت الآن...لقالوا :ظهَرَالذ ّيل الماسخ...لقد أنقذنا.
**************
الغزلان البشعة

-سيدي الخامس الذي ظهر..أعتذر للإزعاج...تقول الجرائد إن الوباء قد تطور.
-تكلم..أكمل أيها الغراب؟
-قرون سيدي.قرون هذه المرة.
****************
في الليل أيقظ خيري زوجته...ضعي يدك على رأسي...؟
***************
-أجل سيدي..نعم.نعم..احتراماتي سيدي.لا تقلق سيدي..نعم.لقد مات الشاب للأسف.لكن البحث جار عن اللقب الجديد..هناك اختيار أولي سيدي.لا أدري؟
-تكلم يا خيري البغل؟
-الغزال.
-جيد .جيد جدا.وافني بالجديد.أتعرف يا خيري لقد صارت قروني طويلة جدا.
-ستكون غزالا أصيلا سيدي المدير...أنا متأكد.نحن لا ننام كي ترضوا عنا سيدي.ثم تحركت
العضلة.