مرسي والكرسي
سنة كاملة مرَّت على انتخاب الدكتور محمد مرسي، وفي أول ذكرى له تريد المعارضة المصرية إقصاءه عن الحكم بطريقة أو بأخرى.
تكالبت عليه التيارات الليبرالية والنصارى، وفلول الحزب الوطني في ظاهرت غريبة فريدة من نوعها، يقولون: إنه فاشل رغم أنهم لم يتركوه؛ ليثبت نجاحه من فشله طوال سنة مضت.
لم تهدأ المعارضة خاصة بعد موقفه من حرب غزة، كذلك لم يسمحوا له ببناء مؤسسات الدولة، ولم يرتضوا بالديمقراطية التي طالما تشدَّقوا بها، ولم يعترفوا بالحرية التي يرفعون شعارها؛ إذ وصلوا إلى درجة القذف والتشهير والتحريض، ولم يلبوا ويستغلوا فرص الحوار التي طالما دعاهم إليها، فهم لا يرضيهم شيء غير نفي الآخر، في الوقت الذي يدعون فيه إلى قَبول الآخر! وقد شارَك الرئيس قوى وطنية كثيرة - رغم كونه أغلبية - ولم يتفرد بالسلطة، رغم أنه من حقه - حسب الأعراف الديموقراطية - أن ينفرد بها، خصوصًا إذا كانت لديه أغلبية في الشارع المصري، فلماذا لا تقبل المعارضة انتخابات البرلمان، ومنه سيتم التغيير والتعديل والمحاسبة؟!
ألم يعلم أولئك أن الانقلاب على شرعية مرسي يعني لا شرعية لمن بعده، وأن السبيل الأمثل هو الحوار والمصالحة والمشاركة؟! ألا يعلمون هم ومن وراءهم أن حالة الفوضى على أرض مصر لا تخدم مصلحة أحد، وأن الخاسر الأكبر هو صاحب المصلحة الأكبر دون شك، ولا ريب ألا تدرك أمريكا ودولة اليهود أن حاكمًا إسلاميًّا مكبَّلاً خيرٌ من فوضى تجعل من أرض مصر معبرًا لمن يريد الانتقام من اليهود، جراء ما يصنعون على أرض فلسطين، وأنه لا خيار في مصر إلا الديموقراطية أو الفوضى الخلاَّقة التي قد تقلب الموازين في العالم!
إن الإسلاميين والوطنيين من العرب والمسلمين، يرقبون المشهد عن كثبٍ، وهي آخر فرصة ليثبت الأمريكان مصداقيتهم في الدعم للتوجه الديموقراطي وقبول الآخر، وهذا ما يجعل إستراتيجيتهم مختلفة تمامًا في التعامل معهم، وأنهم في كل الأحوال لا يخسرون شيئًا؛ لأنهم طوال الفترة السابقة لم يعرفوا غير القتل والسجن والنفي، فهل يضطرونهم لذلك بشكل جماعي؟!
وقد اتضَح الآن أن المصلحة في تحكيم العقل فقط!
رابط الموضوع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]