من الأمور التي يشتكي منها
الرجال حول العلاقة الزوجية، هو تغيير المرأة لرأيها باستمرار حول الكثير
من الشؤون المنزلية والحياتية، هناك بالطبع أسباب منها ما يتعلق بأمور
نسائية ومنها ما يتعلق بموقف المرأة من تصرفات الرجل داخل المنزل أو خارجه.

ومما هو معروف بأن المرأة تمر كل شهر بمرحلة
مرتبكة هرمونيا كدخولها العادة الشهرية ومعاناتها من كثير من الأعراض غير
المريحة التي تسبب تقلبات في الرأي والمواقف.

الرجال لا يفهمون تقلبات الرأي عند المرأة،
الكثيرون من الرجال لا يدركون أسباب تغيير المرأة لرأيها حول الأمور
المنزلية والحياة اليومية وتبدأ خلافات وتصادمات بين الطرفين، الرجل عنيد
والمرأة يجب أن تطيع، هذه المعادلة، طبقا لدراسة نشرتها مجلة “مينيا فيدا”
للباحثة الاجتماعية البرازيلية لويزا أنطونيو باغي، يجب أن تتغير ولكن ذلك
يعتمد على مدى فهم الرجل للتقلبات التي تمر بها المرأة كل شهر.

وأعطت الباحثة عدة أمثلة على ذلك بالقول إن
الزوجين يخططان مثلا للسفر إلى مكان ما ولكن عندما تمر المرأة في مرحلة
الحيض تحدث تغيرات هرمونية لديها فتغير رأيها، الزوج لا يستطيع فهم الأسباب
لأن المرأة ذاتها لا تدرك أحيانا مرورها بفترة التغيرات الهرمونية التي
تحدث تقلبات في الرأي والمواقف، ولكن عندما يعي الرجل بأن زوجته قد تكون في
هذه المرحلة من التقلبات تصبح الأمور أسهل ويعرف السبب، ولكن مما هو مؤسف
بأن الرجل يصر على مواقفه العنيدة حتى إذا كان يعرف أسباب تغيير زوجته
لآرائها لأن المواجهة تتحول إلى تحد والرجل عادة يحاول إثبات قوته وجبروته
في هذا التحدي.

تقول الباحثة بأن من الأسباب الأخرى التي
تساهم في تغيير المرأة لآرائها هو كيفية التعامل مع مظهرها الخارجي. فهي
تنظر إلى المرآة وتحاول إجراء التغيرات في مظهرها ولكنها تتردد وتغير رأيها
عندما تجد بأن ما تضعه من ثياب لايريحها وماتستخدمه من ماكياج ليس كما
تصورت أن تكون.

وأضافت بأن النساء يغيرن آرائهن حول الذهاب
إلى المناسبات بسبب عدم رضاهن عن مظهرهن فتتصورن ثيابا قبل الخروج بوقت
قصير تعتقدن بأنها ستكون أفضل مما عندهن، فإذا كان باستطاعتهن شراء تلك
الثياب فإن الأمور ستجري على ما يرام ولكن العكس قد يؤدي إلى تغيير في
الرأي وتغير في الموقف برمته. وهنا يأتي الرجل ليزيد الطين بلة عندما يصر
على الذهاب إلى مناسبة دون حتى أن يسال عن سبب تغيير زوجته لرأيها. وتابعت
تقول إن الزوجة التي تعلم بأن الحالة المادية لا تسمح بشراء ما تريده من
ثياب خاصة بمناسبة ما تفضل تغيير رأيها وتحمل توبيخ الزوج لها.

وأوضحت الباحثة بأن دخول المرأة سن اليأس
يعتبر من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تغيير رأيها حول كثير من الأمور.
والعلم يؤكد بأن سن اليأس يعتبر بحد ذاته تغيرا هاما يؤدي أحيانا إلى تغيير
شخصية المرأة بشكل دراماتيكي، فهناك العصبية في المزاج والقلق حول السن
والمظهر والجمال والترهلات وكلها أمور في غاية الخطورة بالنسبة للمرأة.
وأضافت بأن الدخول في سن اليأس يجلب تغييرات هائلة في التوازن الهرموني
للمرأة مشيرة إلى أن هناك أزواج لا يستطيعون حتى التعامل مع هذه التغييرات
لأنهم لا يعلمون معنى دخول المرأة سن اليأس.

وقالت بأن شخصية المرأة تلعب أيضا دورا هاما
في موضوع تغيير الرأي. فهناك نساء تعلمن بأنهن تمرن بمراحل متفاوتة تؤثر
على شخصياتهن فتعمدن إلى الانعزال لفترة ما لكي لا تقع في مطب التصادم مع
الزوج. وهذا النوع من الشخصية يعتبر نادرا إلى حد ما لأن المرأة تحب مشاركة
الزوج في جميع الأمور حتى وان كان ذلك يؤدي إلى المواجهات والمشاحنات
الزوجية.

وأضافت الباحثة بأن هناك نساء متقلبات في
المزاج من دون أن تكون هناك أسباب أخرى. وهناك نساء غير حاسمات في اتخاذ
المواقف والإدلاء بالآراء الصلبة. وهناك من النساء من لا تشعرن بالأمان في
الحياة الزوجية فتظهر مواقفهن بشكل متقلب.

كما أكدت بأن النضوج العاطفي للمرأة يساعدها
على الإدلاء بآراء أكثر تماسكا لأن المرأة الناضجة عاطفيا تتمتع بأمان أكثر
في الحياة الزوجية وتستطيع التأقلم مع المواقف فيكون رأيها حاسما ومنطقيا،
ونصحت بأن تعمد المرأة إلى دراسة كل ما يتعلق بالتغيرات التي تحدث على
المرأة في مراحل الحياة، بما في ذلك فهم ما يعنيه الدخول في سن اليأس وفهم
التقلبات الهرمونية التي تمر بها.

وقالت لويزا إن المرأة تغير رأيها أيضا عندما
لا يشارك الزوج في إعطاء النصائح لها حول ما ينبغي القيام به في مواقف
مختلفة، وهذا يؤدي أحيانا إلى ضياع المرأة وعدم قدرتها على إعطاء الرأي
الصحيح، وأضافت بأنه من المعروف بأن الرجل يتمتع بصلابة أكثر في اتخاذ
المواقف وينبغي عليه تعليم زوجته على ذلك ومساعدتها على اتخاذ الآراء.

ولكن هذا لا يعني أن يدلي الرجل برأيه عن
المرأة لأن المرأة لا تحب أن يعطيها الرجل الحل لمشكلة ما تخصها، بل تريد
فقط استماع الرجل لها وإعطائها نصائح فقط تخفف عنها وطأ المشكلة التي تعاني
منها