أزاحت ستار النافذة فدخلت أشعة الشمس ولامسة أرضية الغرفة
لم تستمتع بتلك اللحظات الصباحية للمدينة كالمعتاد , فاليوم إستيقظت باكرا وبقلق كبير , أسرعت إلى خزانتها أخرجت
تلك الحقيبة الرمادية , تفقدتها بتمعن , وإسترجعت أنفاسها حين رأت ذلك الشيء داخلها , غطته ببعض من ملابسها
التي ستأخدها معها , بحثت عن وثائقها و بطاقتها التعريفية , وضعتها كلها داخل حقيبة اليد , لم تكلف نفسها بالنظر في المرآة
بل رمت بنظرها إلى أرجاء الغرفة نظرة الوداع , و هرعت إلى الباب , مخلفة كل شيء وراءها .
زادت في سرعة خطواتها , وظلت تلتفت يمنة ويسرة , ما زالت تحس بأنه يراقبها , لكن ظهور لافتة محطة القطار أراحها ولم يبطئ من سرعتها .
إشترت تذكرة و نزلت إلى بهو المحطة , وفجأة شعرت بشيء يضغط و يلامس ظهرها , تلته يد على كتفها , وصوت يهمس بأذنها
إلى أين يا حلوتي , ليس بهذه السرعة ؟؟
لم تستطع إستبعاب موقفها كانت على خطوة من الهروب لكنه كان السَّباق , إنهارت قواها ,
و راودها خوف شديد , ورأت
طريقها قد سُد من جديد , بقيت جامدة في مكانها . ترجوا لحظة أمل تنقدها منه ...أجبرها على الجلوس , ورأها كيف تحتضن
الحقيبة , فقال لها : هل هو فيها ؟؟ ها.. هل كنتي تعتقدين أنني ساذجا ؟؟ أينما ذهبتي سوف أطاردك حتى بأحلامك .. هل فهمتي هذا ؟؟
لم تعر لكلامه أي إهتمام بل كان كل همها هو الخروج من هذه الورطة , كانت تنتظر الفرصة المناسبة فقط , فجأة رأت شرطي المحطة
وهو يدنو منها رويدا رويدا , فوقفت من مكانها وقالت : سيدي من فضلك هل تساعدنا , إن هذا الشخص أضاع بطاقته و لا يدري ما العمل ؟
وفيما يبادر الشرطي بسؤال الرجل , سُمع احتكاك القطار و فتحت ابوابه , تراجعت الفتاة إلى الخلف قليلا قليلا , وتركتهما وصعدت
إلى القطار , وما إن أغلق القطار أبوابه صرخ الرجل
سارقة , سارقة , أيها الشرطي تلك الفتاة سارقة ...لكن فات الأوان على
اللحاق بها فقد
إنطلق القطار , وإنطلقت معه رحلة الحرية بالنسبة لها , جلست في مكان منزوي , فتحت حقيبتها و راحت تقلب فيها , حتى لمحته ,
فأمسكته بيدها وضمته إلى صدرها وكيف لا و هو شيء ثمين ليس لأنه عقد ألماس بل لأنه الشيء الوحيد الذي تملكه عن أمها الراحلة .
تمت